هو الصحابى الجليل عبد الله بن ثعلبة الأزدي أو الأسْدي رضي الله عنه ، كُني بـ ( ابن اللتيبة ) بضم اللام، وإسكان التاء المثناة من فوق، وبعدها باء موحدة ، نسبة إلى بني لتب التي هي بطن من الأسد . اشتهر اسمه وذاع صيته لارتباطه بحديث شريف للمصطفى صلى الله عليه وسلّم مضى استخدامه والاستشهاد به عند الكلام عن نظافة الذمم المالية وضرورة المحافظة على سلامتها من كل شائبة أو شبهة فساد واستغلال نفوذ .

تقول القصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل ابن اللتيبة في جمع الصدقات  من الناس ، فاجتهد رضي الله عنه في جمعها ، ثم أحضر ما جمع من صدقات للنبي عليه الصلاة والسلام ، واستبقى ما أهدي إليه من قبل أصحاب الأموال لنفسه ، فقال : هذا لكم وهذا أهدي إلي من قبل أصحاب الأموال . فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال : “‏ ‏ما بال عامل أبعثه فيقول : هذا لكم وهذا أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيُهدى إليه أم لا ؟ والذي نفس ‏ ‏محمد ‏ ‏بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ” وتم أخذ الهدايا إلى بيت مال المسلين .

ذات المبدأ الأمين طبّقه  الفاروق عمر بن الخطاب  رضي الله عنه على عماله وولاته ، وقبلهم أبنائه . فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : اشتريت إبلاً في الحمى (أرض الدولة)، فلما سمنت قدمت بها، فدخل عمر السوق، فرأى إبلاً سمناً فقال: لمن هذه؟. فقيل: لعبد الله بن عمر. فأرسل إليه فحضر، فقال له: ما هــذه الإبـل؟. قال: إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى، أبتغي ما يبتغي المسلمون، فقال: حين عرف الناس أنها إبل ابن أمير المؤمنين لابد أنهم قالوا: ارعوا إبل أمير المؤمنين، اسقوا إبل أمير المؤمنين! يا عبد الله اغد على رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين .

إن مقتضيات الأمانة في القيام بالتكليفات الإدارية والقيادية تستلزم التفكير في اتباع هذا الهدي النبوي ، منعاً لما يمكن تسميته بالرشاوى أو وقفاً للإثراء الفاحش وحفظاً من مهاوي الفساد والإفساد التي قد تنشأ من استغلال الوظيفة العامة .

 مؤخراً ، بالضبط في الأسبوع الماضي دشنت الحكومة المصرية نهجاً مشابهاً قد يكون هو الأول من نوعه في تاريخ الحكومات المصرية طوال العقود الماضية . وذلك بأن أعلنت عن مزاد علني لبيع الهدايا التي حصل عليها المسؤولون ، ومن ضمنهم رئيس الوزراء وشيخ الأزهر ووزراء حيث سلموا إلى وزارة المالية (42) هدية تضم ساعات كارتيه وأوميجا وسجادًا من الحرير ومجسمًا لمركب شراعي وأخرى سيذهب عائد بيعها إلى الخزانة العامة في الجهات التي ينتمون إليها ، وذلك في سابقة تحتاج إلى الاحتذاء بها .

سانحة :

 تقول تسيبي ليفني وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة تعليقاً على التوترات والاحتجاجات في تركيا ومصر : إن أردوغان ومرسي يدفعان الآن ثمن الخروج من المعسكر الأمريكي .