راصد

حاجز للسلامة أم الزينة ؟!

لم ينته مساء يوم الخميس الماضي إلا وقد كان خبر وفاة الفتاتين في حادث كوبري السيف قد سيطر بالكامل – أو كاد – على جميع أحاديث المواطنين والمقيمين ، سواء في مجالسهم وديوانياتهم أو في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة . مأساوية الحادث الذي راح ضحيته هاتين الفتاتين الكريمتين في ذات يوم احتفالهما بتخرجهما واختلاط باقات الورد بدمائهما أضفتا عليه مزيداً من الحزن والاهتمام . فرحمة الله عليهما ونسأل المولى عز وجل أن يغمدهما فسيح جنانه ويلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان .

على أن مأساوية الحادث والحزن على فقدانهما يجب ألاّ ينسيانا أنه قد يكون هنالك خطأ ما تسبب في هذه الفاجعة المرورية يجب التوقف عنده والنظر في كيفية حصوله ومحاسبة المسؤولين عنه والمبادرة إلى معالجته السريعة وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر .

في تفاصيل الحادث أن السيارة اصطدمت فوق كوبري السيف بسوره الذي لم يتحملها فسقطت من علوّه إلى الأرض ! وكان يُفترض أن هذا السور أو الحاجز الحديدي عبارة عن مصدّ أو مقاوم ومانع قوي يحول دون سقوط السيارات ، وفيه من مواصفات القوة والسلامة ما تجعل أن مهمته الرئيسية أن يقوم بهذا العمل ويوفر هذه الحماية ، فهو حاجز للسلامة وليس للزينة .

وقبل الكلام عن تقوية هذا الحاجز لابد من بيان هل كان الحاجز وفقاً لمواصفات السلامة المتعارف عليها والمفترضة على الجسور ؟ والأهم هو إعادة النظر في الحواجز المماثلة على بيقة الجسور والشوارع حتى لا يكون المطلوب أن يقدم الناس قرباناً من أبنائهم في حوادث على شوارعهم ، وبعدها فقط سيتم الالتفات إلى متطلبات – ربما منسية أو ناقصة – تحتاجها السلامة على تلك الشوارع ، إذ كأنه لابد أن يُدفق دم في الشارع حتى يُتنبّه إلى خطورته .

بقي أن نشير إلى ضرورة توضيح ما يجري تداوله بين الناس بأن السبب الرئيس لحصول الحادث ابتداء هو حادث يتعلق بأن سائق مخمور قد فقد سيطرته على عجلة سيارته فأدى إلى دورانها بصورة فاجأت سيارة الفتاتين التي لم تستطع تجاوز سيارة ذاك ( المخمور ) ! إذا صحّت الرواية المتداولة فإنها تسجّل إضافة جديدة لسجل الأموات الذين قضوا في شوارعنا بسبب أم الخبائث ، وتزيد كذلك من إصرار المخلصين والغيورين في هذا الوطن على عمل أو سنّ تشريع أو أي شيء لوقف أضراره وأخطاره وهدمه للبيوت وإزهاقه للأرواح .

سانحة :

متى تصبح الاستقالة في بلداننا تصرفاً أخلاقياً وحضارياً والتزاماً إدارياً وأخلاقياً يتم استدعائه في أحوال كثيرة للإخفاق أوالفشل أو فضائح الفساد أو الأخطاء التي تترتب عليها فواجع ومآسي ؟!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s