لايستطيع أحد أن يخفي خوفه من قتامة المشهد في مستقبل الأيام ، لا أعني الأيام أو الأسابيع أو الأشهر القادمة أو لربما حتى القليل من الأعوام القادمة فقد صار القلق في منتهاه على أبنائنا وأجيالنا في ظل أننا لانعرف أو نفهم شيئاً مما يدور حولنا من طلاسم وألغاز يُراد أن يُقال لنا بالغصب : اطمأنوا .
فعلى المستوى الأمني ؛ بالرغم من شكرنا وتقديرنا للجهود الكبيرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وسهرها على حماية الأمن والاستقرار إلاّ أن أشدّ المتفائلين لايستطيع أن يجزم بأن الوضع الأمني على ما يُرام ، فحرق الإطارات واسطوانات الغاز والأجسام الغريبة أو القنابل صناعة محلية أو غلق شارع أو غيرها ، أصبحت في إطار الأحداث المتكررة والمألوف السماع عنها فضلاً عن المسيرات والاعتصامات .
أما على المستوى الإقليمي فإن التهديدات الإيرانية وتدخلاتها صارت بلا حدود ، هي الأخرى صارت ضمن مألوفات سماعها وقراءتها ناهيكم عما يحصل في سوريا من مذابح يُباد فيها إخواننا بمئات الآلاف في ظل صمت وتواطؤ لم يعد خافياً على أحد . الوضع في سوريا والآن لبنان يشكلان تهديدات حقيقية لاتقتصر على البلدين فقط وإنما هي نار قد يقع – لاسمح الله – الجميع في قعرها .
أما ( العم ) سام ؛ فإن تصريحاتهم وبياناتهم والمنظمات السائرة في فلكهم ومطالبهم التي يحذرون فيها ويوجهون لإجراء إصلاحات ( ذات مغزى ) في مملكتنا العزيزة لاتكاد تتوقف حتى أن عبارة ( ذات مغزى ) صارت محل استغراب أو شرح لمعناها أو تحتاج لجواب وتفسير عن سرّ استخدامها على هذا النحو المفرط في تصريحاتهم وبياناتهم.
دول أخرى ، في مجالسها التشريعية ومؤسساتها الحقوقية جعلت من البحرين هدفاً لها ، بمناسبة وبدون مناسبة ، تملي مطالبات وتدفع بشروط تجعلنا في حيرة من أمرهم ، أمر تدخلهم ، أو بالأحرى أمر ما يحصل حولنا أو ماذا يُراد لبلدنا .
سانحة :
وبينما الأوضاع على هذا الحال ، وعلى هذا المستوى من التهديدات والقلق والخوف أو الترقب يجري الانشغال والاشتغال – سواء عن غير قصد أو بالعمد مع سبق الإصرار – بأمور هي أقرب إلى التوافه ، تقوّض من التماسك ووحدة الصف وتضعف من هو في حاجة إلى القوة فيكون حالنا مثل الذي يبحث عن ألعاب الأطفال بينما بيته يحترق ! وللأسف الشديد هنالك من يريد أن يضع مصائرنا بيد هؤلاء العابثين والباحثين عن ألعابهم .