لست ماهراً أو حاذقاً في استخدام أدوات التواصل الاجتماعي والاشتغال في تفاصيل الاطلاع والكتابة والرد والنسخ فيها خاصة مايسمي بـ (الفيسبوك والتويتر) الذين لي فيهما حساب بالكاد استعملهما لوضع مقالة عمودي شبه اليومي فيهما ، وأحياناً كثيرة يتولاها أو يشاركني أبنائي وغيرهم في هذه العملية . وبالتالي اطلاعي وتصفحي للفيسبوك والتويتر قليل جداً ، وليس لي أي تغريدات سوى – مثلما ذكرت- تحميل رابط مقال عمودي الصحفي .
كثير من القراء يعاتبونني على عدم تفاعلي والمشاركة بالتغريد في هذا العالم الافتراضي الكبير ، بعضهم يرسل لي تعليقات أو طلبات أو رسائل خاصة على حسابي في (التويتر والفيسبوك) فلا أطّلع عليها إلاّ بعد أيام أو ربما تراكمت الأيام فأصبحت في خانة الأسابيع ، حينها يتضاعف العتاب الذي أحاول أن أبرّره بأن ذلك ليس إهمالاً ، وأن عدم رؤيتي لتلك الرسائل والتعليقات مرجعه هو أني غير متفاعل وأشعر أني غير متحمّس للانخراط في هذه المواقع حتى الآن .
أما ( الواتسب ) فإنه عالم آخر ، بدأ يتشكل ويتضخم ويأخذ – للأسف الشديد – محلاًّ في تواصل الناس يكاد يحرمهم من حميمية الاتصال ويمنع عنهم دفء المصافحات واللقاءات بالرغم من أنه يجعل الناس قريبين من بعضهم لكنهم لايأتون إلى بعض وأعزاء من دون أن يروا بعضهم البعض . مشكلة ( الواتسب ) أن إنشاء المجموعات ( قروبات ) سهل جداً ، وبإمكان أي شخص أن يتولى فتح مجموعة أو مجموعة يشارك فيها من يشاء . على المستوى الشخصي وجدت نفسي في مايقارب الـ (20) مجموعة ( واتسبية ) موزعة مابين عائلية ومهنية وإعلامية وزمالة دراسية أو زمالة جامعية أو أهل المسجد أو مجالس أو … إلخ . هذه المجموعات تضخ على مدار الساعة كمّاً كبيراً من ( المسجات ) عبارة عن معلومات أو أخبار أو نصائح أو ( سوالف ) أو تواصل أو ماشابه ذلك مما يصعب متابعتها والتفاعل معها على النحو الذي يتوقعه أصحاب أو منشؤو هذه ( القروبات ) التي أرجو منهم – أيضاً- قبول اعتذاري إن رأى بعضهم ضعف مشاركتي وتفاعلي لأنه في الحقيقة يحتاج ذلك شبه تفرّغ كامل لمجاراة كل هذه الأدوات التي دخلت علينا واستحوذت على أوقاتنا من دون استئذان أو حتى استعداد كافٍ .
سانحة :
أقترح بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ؛ أن يُضاف إلى الصوم عن الأكل والشرب ، الامتناع – أيضاً – عن استخدام أدوات التواصل الاجتماعي . فلربما يتمكن البعض – خاصة الأبناء – من معالجة حالات الإدمان لديهم واستيلاء هذه الأدوات على ساعات عزيزة من اليوم كان الأولى استغلالها في أمور أكثر فائدة وأهمية من مجرّد ( التسمّر ) أمام ( الفيسبوك والتويتر والواتسب ) .