الأبراج والكهرباء :
نشرت الصحافة المحلية قبل حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً خبراً يقول : ” أن عدد أبراج الاتصالات الموجودة في البحرين يبلغ (1777) برجاً وأن نسبة (75%) من هذه الأبراج غير مرخصة ” !! وكما هي العادة استلمنا واستلم غيري هذا الخبر ( الصاعق ) لبضعة أيام بالنقد والمطالبة بالمحاسبة وتطبيق القانون ، ثم فقط . أحسب أن شيئاً لم يتغير من واقع عدد تلك الأبراج مثلما لم تتحرّك نسبة غير المرخص منها (75%) وكذلك لم نسمع عن تقديم أحد من أصحاب الأبراج غير المرخصة إلى الجهات المختصة بالمعاقبة على تجاوز القانون .
اتصل بي في الأسبوع الماضي أحد المواطنين من منطقة البسيتين ، مجمع (228) ، ممن جاور منزله على حين غفلة أحد تلك الأبراج ، قدّم شكواه في كل مكان ، أبدى مخاوفه وقلقه من مثل هذا البرج ناقل للأمراض الخبيثة ، بيّن أن حتى منظمة الصحة العالمية منعت إقامة هذه الأبراج في المناطق السكنية . لكن دون جدوى . يقول لي هذا المواطن في اتصاله أنه تفاجأ في الأسبوع الماضي بمن يحفر في الشارع ويمدّ ( كيبل ) كهربائي لهذا البرج ؛ يقول : كيف يكون غير مرخص ويجري تمديد الكهرباء له ؟!
الفوقية والتواضع :
بعض الناس ممن أتاحت لهم ظروف الأزمة والأحداث التي تمرّ بها البلاد الظهور كمطبلين أو متسلقين أصبحت تتضخم لديهم – أكثر فأكثر – عقدة ( الأنا ) وصدّقوا أنفسهم فصاروا لايكتبون أو لايتكلّمون إلاّ بمنطق الفوقية ، والنظر للأمور من أبراج عالية ، يأمرون ويحرّضون ويوجهون ، تارة للقيادة وتارة للوزراء وتارة للنواب ، وتارة للجمعيات و … إلخ ، وضعوا أنفسهم كمفكرين ومحللين وسياسيين واقتصاديين ومشرّعين و( كل شيء ) حتى علماء دين ! صراحة يحتاجون إلى قليل من التواضع فقديماً قيل ” رحم الله امرأ عرِف قدْر نفسه ” .
أحلام جميلة :
رأيت فيما يرى النائم في نومه إعلاناً يقول أن تجمع الوحدة الوطنية قد قرر أن يعود إلى سابق عهده وبداية نشأته ، مارداً عملاقاً وسدّاً منيعاً وجامعاً للصفوف ، سيكون جمعية الجمعيات كما أراده الناس وليس جمعية مثل الجمعيات ، وأنه سيتخلّص من الرواسب التي علقت به وأعاقته عن الحركة في دنيا الناس ، وأنه لن يكون محلاً للمتملقين والفشلة والمتمصلحين ، وأنه سيسعى لاستعادة المخلصين والصادقين خاصة من شبابه الذين خرجوا منه . فاللهم اجعله خيرا إن شاء الله.
سانحة :
بعضنا قد تتساقط الأوراق الجميلة من حياته وينزع ( بتلات ) ورودها ، وردة وردة ، ركضاً وراء سدّ جوعة الجسد فقط بالطعام والشراب وماشابهها . فتبقى تلك الورود بلا رائحة زكية وبلا نضارة أو حيوية ، وتكون عريانة أمام الرياح غير قادرة على الصمود أمام أية هزة تتعلق بنفسه وبجسده ، وتكون سبباً في انتباهة منه أو صحوة أو مفصل هام يصحح ما كان عليه .