سواء أسلَم روحه أو لايزال على قيد الحياة مسجى في غيبوبة بمستشفى سوروكا في الكيان الصهيوني ؛ إلاّ أنه سيبقى – سواء حياً أو ميتاً – عبْرة يحتاج الظالمون والطغاة إلى استدعائها في جميع الأزمنة والأمكنة ليحذروا أن مصائر أعمالهم وجرائمهم هي إلى الله ، جبار السموات والأرض .
وأعني هنا ” أرئيل شارون ” رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني الذي دخل غيبوبة منذ حوالي سبع سنوات ، بالضبط منذ 4 يناير 2006م . فلا هو بين الأحياء وليس في عداد الأموات ، عجزت كل مباضع الجراحين عن علاجه وإعادته إلى سويّة حياته ، لا يقوى على الحركة مثلما لايستطيع الكلام بعدما كان معروفاَ في دنيا الناس بأنه جزار مذبحة صبرا وشاتيلا الذي ذهب ضحيتها مئات من الشهداء الفلسطينيين ، يُلقب بـ ( بلدوزر غزة ) ، وكان يفاخر بارتكاب مايقارب (15) مذبحة في أبناء الشعب الفلطسيني . وكانت آخر جريمة ارتكبها هو إشرافه المباشر على اغتيال مؤسس وقائد حركة حماس الشهيد أحمد ياسين 22 مارس 2004م ظنّاً منه أنه قد أنجز جرائمه وسيفلت منها دون أن يدري أن عاقبة أمره أن يكون غارقاً طوال سبع سنوات بين الحياة والموت ، لايستطيع الأكل والشرب ، يذوق الألم ويتجرّع العذاب خلالها انتقاماً للأرواح الطاهرة التي أوغل في دمائها .
يُحكى أيضاً أن ” أرئيل شارون ” كان يُطلع سكرتيرته الشخصية قبل وقوعه في حالة غيبوبة على أحلامه وكوابيسه ، وكان أشدّها إزعاجاً وقلقاً وخوفاً بالنسبة له اثنين: أحدهما : أنه يرى نفسه قد وقع بيد الفلسطينيين الذين اقتادوه عارياً ومقيداً بسلاسل نحاسية ، على ظهر مركبة مشّرعة مكشوفة تجوب شوارع مدينة غزة. والكابوس الآخر كان يرى فيه نفسه ملقي في بئر عميق لاقرار ولاقاع له . استمرّت كوابيسه حتى غاب عن دنيا الناس لكنه لم يمت ليبقى آية لمن بعده ولمن سار على نهجه وخطاه. ليس شارون إلاّ آية من آيات الله يعرضها ربنا في ذاكرتنا على أساس ” إن في ذلك لعبرة ” .
في التاريخ أيضاً يُذكر أنه بعدما تجرأ الحجّاج بن يوسف الثقفي على قتل سعيد بن جبير ، وهو عالم الأمة وأحد أقطابها وأحد أئمة الإسلام في التفسير والفقه ، وأكثرهم علمًا وورعًا وعبادة وفقهاً. فكان عاقبة الحجّاج أن اغتمّ بعد مقتله غمّا كبيرا وكان يقول : ” ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي!وكان لا يذوق طعاما ولا شرابا ولا يهنأ بنوم ، وكان يقول والله ما نمت ليلة إلا ورأيتني أسبح في أنهار الدم ، وأخذ يقول مالي وسعيد، مالي وسعيد” حتى توفاه الله.
سانحة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوب على جبهته : آيس من رحمة الله “.