راصد

التحريض الأخطر

لظروف أو أسباب أو مقاصد ما ؛ أصبح مدلول كلمة ” التحريض ” في وقتنا الحاضر ينصرف مباشرة على أمور بعينها ، تكاد تكون هي على وجه الحصر والقصر بحيث أنه لو تم إطلاق كلمة ” التحريض” خالية لصار الاستدلال مفهوم ضمناً أنها تتمحور في تلك الأمور. وأقصد هنا أن التحريض صار يُطلق أكثر ما يُطلق على العنف والإرهاب بينما هنالك أنواع أخرى من التحريض ربما تفوق في خطورتها العنف والإرهاب ، وقد تكون آثارها أكثر فداحة وأشدّ جرماً في حق الوطن والمواطنين ، سواء في حاضره أو مستقبله .

قد تكون آثار التحريض على العنف والإرهاب آنية يمكن مواجهتها بحلول تكمن في فرض هيمنة الأمن وسيادة القانون لكن التحريض على هدم الأخلاق وتجاوز القيم والضرب في العادات والتقاليد المرعية والتجرأ على الحرام وجعل كل ذلك من المباحات والممارسات العادية التي لا تُستنكر ولا يُنظر إلى الداعين إليها كما المحرضين الذين يستوجب ملاحقتهم ومعاقبتهم والحرص على تقصير شرّهم .

مناسبة ذلك ، هو إن إحدى السيدات الكريمات ، بينما كانت سيارتها متوقفة في أحد الأماكن بمنطقة الحورة ، حينما رجعت إليها ؛ وجدت ورقتين ملونتين على الزجاجة الأمامية للسيارة ، ظنّتهما أنهما إعلان عادي عن وجبات سريعة أو ( سوبر ماركت ) أو تخفيضات أو ما شابه ذلك مما اعتدنا على أن يتم توزيعه على السيارات المتوقفة . غير أن المفاجأة أن الإعلان هذه المرّة مختلف ، وينم على التحريض على الانحلال والفجور وما شابه ذلك مما ابتلينا به في بلدنا الحبيب وصرنا نجأر إلى الله تعالى أن يحفظنا من عواقب  ترك الأمور التي حرّمها العزيز القدير وهي مدعاة لغضبه وزوال نعمته .

الورقة الأولى فيها صورة فتاتين لاينقصهما الإغراء ، مكتوب فيها : ” كل ليلة عيش في روسيا الترفيه عن طريق هذه الفتيات رائع .. مفتوح من التاسعة فصاعداً ” أما الورقة الثانية فأيضاً فيها صورة فتاة من نفس صنف الفتاتين بالورقة الأولى ، ومكتوب فيها : ” وقتاً ممتعاً في تيمبو .. الديسكو العربي ” مع ملاحظة في أسفل الورقة مكتوب عليها ” الدخول مجانا لجميع السيدات “.

وبالطبع لو كان مثل هذا التحريض على الدعارة والفجور مما هو مشمول في المحظورات ومما يُعاقب عليه القانون ويُلاحق أصحابه ومن وراءهم من رعاته وحماته وممن ( يعلفون ) على سوق الرذيلة والنخاسة ؛ لما تجرّأ أصحاب هذا الإعلان وموزعيه على طباعته ونشره بكل هذه الأريحية والطمأنينية أن أحداً لن يحاسبهم أو يسألهم فضلاً عن أن يمنع إقامة ( مساخرهم ) من ترفيههم المزعوم و( ديسكو ) الذي دخول السيدات فيه مجاناً !! لأنه صار أمراً عادياً والإعلان عنه لايختلف عن الإعلان عن أي بضاعة أو خدمة أخرى …

سانحة :

قال تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشيعَ الفَاحِشَةُ في الذين آمنُوا لهُم عذابٌ أَليمٌ في الدُّنيا والآخرَة ، واللَّهُ يَعلَمُ وأنتُم لا تَعْلَمون “

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s