راصد

أين حق المجتمع ؟!

تقول القصة المنشورة في صحافتنا المحلية خلال الأسبوع الحالي إن زوجاً توصل إلى تسجيل (فيديو) لمقطع إباحي اتضح له عند مشاهدته أن زوجته هي من كانت في هذا ( الفيديو ) وذلك بعدما وصل على صندوق بريد الزوجة (إيميل) يتضمن ذلك . وعن طريق الجهات الأمنية المختصة تأكد الزوج من صحة ( الفيديو ) من خلال تسلسل المشاهد، وعدم وجود تلاعب فيه، وأن الصوت والصورة متطابقة.

لم يكتف الزوج بذلك ؛ بل شكّ في نسب ابنه الأصغر ، فقام بعمل تحاليل البصمة الوراثية في ثلاثة مختبرات، حيث بيَّنت أن الابن ليس من الزوج . في التحقيقات تم مواجهة الزوجة – هي من أصل عريي – بذلك ، أنكرت ثم اعترفت ، وذكرت أنها مارست الرذيلة مرتين مع شخص خليجي وآخر من نفس جنسـيتها الأصلية ، وأنها كانت تحت تأثير المسكرات .

قضت المحكمة على الزوجة بعد توجيه تهمة الزنا بحبسها مدة سنة فقط . الزوجة لم يعجبها هذا الحكم فاستأنفته . لكنها – الزوجة – لم تحضر عند محكمة الاستئناف التي قضت بسقوط حقها في الاستئناف لعدم مثولها أمام المحكمة . غير أن الزوجة قدّمت للمحكمة ما يثبت تنازل الزوج فتم الحكم لها بانقضاء الدعوى بالتنازل ، أي أن قصة زنا الزوجة وممارستها الرذيلة وإنجابها ابن نتيجة ذلك انتهت بالبراءة !!

وأحسب أن القصة يجب ألا تنتهي فصولها بهذا الحكم ، البراءة  ، ونطالب النيابة العامة أن تحرّك الدعوى مرة ثانية وتطالب بإنزال العقوبة الرادعة تجاه هذه الجريمة  ، لأن ممارسة الزنا جريمة لم تعد تخصّ الزوج وحده حتى ينقضي الجرم منها بتنازله ،  فهي حق عام ينبغي على الدولة أن تقتضيه من الجاني حماية للآداب والأعراف وتعظيماً للعلاقات الزوجية وتعيد الاعتبار للمجتمع اعتماداً على أن ذلك من الحقوق العامة التي يجب على النيابة العامة أن تبذل كل مافي وسعها لحمايتها ..

سانحة :

انتقادنا لجهة ما لايعني بالضرورة التقليل من إنجازها ، ولذلك عندما كتبنا عن شكوى المواطنين وتذمرهم من طول فترة إعادة رصف شارع عراد ؛ كنّا نعني التعجيل من الانتهاء منه ومن مثل هذه المشروعات الخدمية . وفي الواقع يُذكر لوزارة الأشغال أمران : أولهما : إن إنجازاتها كثيرة ، لايمكن إنكارها ، سواء على مستوى الجسور أو الأنفاق أو فتح الشوارع الدائرية ، ومثلما أسلفنا فإن إبداء الملاحظات نحوها لايعني التقليل من شأنها . وثانيهما : أن مسؤوليها بعيدون عن مرض أو ( لوثة ) متلازمة الفشل والظهور الإعلامي . وهو المرض الذي صار ملحوظاً ومتفاقماً عندنا حيث أنه كلما زاد ظهور الأشخاص في الإعلام والصحف نتيقن أنه تعبير نفسي عن الفشل وتغطية للعجز عن الإنجاز .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s