من المرجح أن اليوم ( الأحد ) الذي هو وقع بين إجازتين : إجازة نهاية الأسبوع وإجازة يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك سيشهد غياباً ملحوظاً في عموم الوزارات والهيئات والمؤسسات نظراً لأنهم يرون أنه يوم معيق أو معرقل لاستمتاعهم بإجازة طويلة متواصلة تمتد لحوالي تسعة أيام لايتناسب أن يأتي يوم واحد بين طياتها فيقطع تواصلها ويفكك عقدها ، وبالتالي يخرّب على الكثيرين رغبتهم في استغلالها في برامج ومشاريع غالبها تتعلق بالسفر والسياحة .

ولعلّ الوضع سيكون أكثر وضوحاً في المدارس والجامعات حيث ستكون ساحاتها شبه خالية من الطلبة الذين اعتادوا على اقتطاع أيام إجازات زائدة عن حدّها الرسمي ، إذ يقتطعون يوماً قبل الإجازة  ويوماً بعدها ، وأما بالنسبة  لما يقع بين إجازتين ؛ فلا تسألوهم عنه لأنه صار – أو كاد – من المسلّمات والبديهيات أن يتخلّصوا منه في أجندتهم !

أصوات كثيرة ومخلصة مافتأت تدعو إلى رفع الحرج عن الطلبة والموظفين فيُصار إلى (شبك) مثل هذا اليوم ( الأحد ) ضمن إجازة العيد فتتيح لهم تعظيم استفادتهم من إجازة متواصلة بدون انقطاع . وذلك مثلما يحصل في بعض دول الجوار عندما تتزامن إجازاتهم الرسمية مع يوم معلق بين إجازتين .

وبالرغم من الفهم الغالب لعموم الناس – وأنا معهم – أن إضافة يوم واحد إجازة لسبب منطقي ووجيه لا يضير شيئاً ولا يُتصوّر أن له سلبيات أو مخاطر ؛ إلاّ أننا تفاجأنا بالأسبوع الماضي بأن يخرج علينا بعض الاقتصاديين ، يحذرون من أن “الاقتصاد البحريني سيخسر (40) مليون دولار حال تعطيل يوم الأحد ” ! ليس ذلك فحسب وإنما أضافوا ” أن الخسائر ستصل إلى (360) مليون دولار عندما تتواصل الإجازة لمدة تسعة أيام ” !!

في الواقع ؛ قد لا نملك خبرة وحكمة وحنكة الاقتصاديين ورجال الأعمال والمال ، لكن من حقنا أن نسأل عن مدى جدّية هذه الأرقام المليونية وحقيقتها ؟ بمعنى لو أن اقتصادنا يربح في اليوم الواحد (40) مليون دولار لما احتجنا للشكوى من شح المداخيل ونقصها ، ولأصبح الحال المعيشي أفضل من ذلك ، ولتمكّنت الحكومة من زيادة الرواتب وحلحلة مشكلات الإسكان وما شابهها . لو أن هذا المبلغ حقيقي وملموس فمن الأفضل ألاّ تكون هناك إجازات إطلاقاً حتى تتمكن الدولة من زيادة أرباحها ، ولسوف يتنازل الناس عن جميع الإجازات ، حتى يوم الجمعة يمكن يوافقوا أن يكون بنصف دوام ..

سانحة :

مبلغ قيمته (40) مليون دولار ؛ لاشك أنه كبير جدَا يصعب التصديق أنه عائد يومي  يمكنه أن يشكل أحد موارد الدخل القومي .. خاطري آصدّق !!