نافذة الجمعة

في سوريا يأكلون القطط والكلاب !

بين جزَ الذبائح ونحر الأضاحي والتكبير استقبلنا العيد الكبير ، عيد الأضحى المبارك الذي مهما حاولنا الفرح والسرور فيه إلاّ أن السعادة منقوصة وربما مغتصبة ، فلم تعد للابتسامة طعم أو لون ، فأحلامنا صارت محفوفة بالمخاطر وآمالنا ملفوفة بالألم والحزن ، وعقولنا أصبحت مشدوهة ، تراقب قادم الأيام وتخشى العواقب والمآل ، وتنتظر – ربما – عاصفة لايعلم أحد قرارها .

ما يجري حولنا في الشرق الأوسط ، ما يدور في الكواليس ، وفي أروقة السياسة ينبيء عن أمطار سخيمة قد تملأ المنطقة ، قد تغير حتى خارطتها ، قد تفعل كذا وكذا مما لانعلم شيئاً منه سوى أن بلداننا ستكون عند هؤلاء الأباطرة هي كبش الفداء السمين . ندعو المولى عز وجل النجاة والسلامة .

ولعلّ أسوأ ما يجري حالياً هو تلاشي الحديث عن ثورة أهل الشام المباركة رغم زيادة حدّتها ، وهذا التلاشي ناتج عن الاختفاء القسري للملف السوري وسرقته من قبل الروس والأمريكان على وجه الحصر والقصر ، ومن المرجح أن تسوية ما ( طبخة ) يجري ترسيتها على نار هادئة ضمن مشروع يتخطى الحدود السورية ويتزايد شؤمها خاصة بعد التقارب الأمريكي والإيراني أو انتقال تحالفهم من السر إلى العلن .

على أن ما يفجعنا أكثر ، ويشعرنا بالذنب ويفسد علينا أفراحنا وأعيادنا ونخشى من غضب ربّ العالمين بشأنه ؛ هو الوضع الإنساني المتردي في سوريا وخروجه عن معقول الأشياء مثلما صرّح بذلك كريستوفر ستوكس المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود . فالقتل بلا حساب ، ودماء إخواننا هناك مهدورة ومدرارة ، والناس هناك محاصرون بلا طعام ولاماء ولادواء . بل بلغ من شدّة المأساة والجوع أن أفتى بعض علمائهم ومشايخهم بجواز أكل لحم القطط والكلاب بعد أن بلغوا مرحلةَ الاضطرار المفضي إلى الهلاك !! وهي حالة صعبة تجوّز عند علماء الشرع مثل هذه المحظورات حفظاً لحياة النفس البشرية .

يحدث ذلك بينما نحن من شدّة بؤسنا وضياعنا وغفلتنا أن تآلفنا مع اللهو واللعب وصار الكثيرون كالبلهاء والسفهاء الذين لاتؤثر فيهم مثل هذه المآسي والأحداث ولاتغيّر فيهم شيئاً ولاتتفطّر قلوبهم لمعاناة جيرانهم وحال مثل إخواننا في سوريا حيث يمكنهم أن يعيشوا حياة البذخ والسرف فينفقوا مئات الآلاف – وربما الملايين – لشراء سيارة أو نظارة أو ساعة أو خيل أو يخت أو خاتم أو لإقامة حفل زواج أو لاستقدام فنان أو راقصة أو ما شابه ذلك مما لايستقيم في منطق الأشياء ولايتماشى وواجبات الأخوة والنصرة الإنفاق عليها مع وجود لآخرين محتاجين لقيمتها ، من شدّة حاجتهم وعوزهم وجوعهم أفتي لهم علماؤهم ومشايخهم بجواز أكل لحوم القطط والكلاب !! حسبنا الله ونعم الوكيل .

سانحة :

قال تعالى في محكم التنزيل محذّراً ومتوعداً “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله ، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s