نافذة الجمعة

ارخصوها بالترك

ليس له اسم عربي وإنما اشتقت التسمية من الانكليزية (tomato) ويُقال أنها نشأت في الجزء الغربي من أمريكا الوسطى والجنوبية، واكتشفها الرحالة كورتيز في القرن السادس عشر وجلبها إلى أوروبا لتستخدم في أغراض التزيين ثم مالبثت أن انتشرت في مختلف أنحاء العالم وتحوّلت إلى إحدى المواد الغذائية الهامة على موائد الطعام .

على أن لهذا النبات الذي يُعدّ من الفصيلة الباذنجانية تسميات أخرى عديدة أشهرها : بندورة ، وهي مأخوذة عن تسميتها بالإيطالية (pomma dora) وفي مصر يسمونها أيضاً ( قوطة) أو ( أوطة ) وفي المغرب يُطلق عليها (ماطيشا ) وتنتشر زراعتها في المناخات المعتدلة كما يجري استزراعها أيضاً داخل بيوت زجاجية للمحافظة على درجة حرارة معينة .

ووفقاً للتقارير العلمية فإنه يوجد نحو (7500) صنف من الطماطم في العالم ، تتلوّن بألوان عديدة أشهرها الطماطم الحمراء اللامعة ، ولكنها تأتي باللون القرمزي والأبيض
والأصفر والوردي والبرتقالي والبنفسجي . ولها فوائد صحية لاتكاد الاكتشافات تهدأ عن بيانها ، ولعل أهمها أنها وسيلة فعالة للتخلص من السموم الضارة التي قد تدخل الجسم جراء تناول العقاقير أو المشروبات الكحولية ، كما أن في الطماطم نسب عالية من اللايكوبين ( Lycopene) وهو أكسيد يساهم في حماية القلب وتناولها بانتظام ينظف الأمعاء من الفضلات ويجنبك الإصابة بأمراض القلب ، نظراً لاحتوائها على الفيتامينات التي تمنع النزيف وتنقي الدم.

أما أكل الطماطم فإنه يُؤكل نيئاً أو مطبوخاً ، وقد أصبح موجوداً في كثير من الوجبات وفرض نفسه في النظام الغذائي ، إما في السلطات بأنواعها أو العصائر أو الوجبات التي من أهمها عندنا في البحرين طبخة ( البيض والطماط ) أو ( الشكشوكه ) بحسب التعبير الدارج .

في أسبانيا ، وبالضبط في قرية بيونول ( Buñol ) يُقام منذ عام 1952م مهرجان سنوي للتراشق بالطماطم تحت مسمى “لا توماتينا ” La Tomatina حيث يقوم المحتفلون في يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس برشق بعضهم البعض بالطماطم لمدة ساعة في احتفالية كبرى تتخللها الموسيقى وعروض رقص وألعاب نارية ، يقولون إنها انطلقت منذ  عدة عقود بشكل عفوي واستمروا عليها !

في البحرين ؛ هنالك علاقة وطيدة للناس مع الطماطم ، يرجع سببها لكثرة استخدامهم لها في نظامهم ووجباتهم الغذائية بالإضافة إلى توافرها ورخص أسعارها التي يتراوح سعر الكيلوجرام مابين (200 إلى 300) فلس ، وإذا ارتفع فإنه في الغالب لايتجاوز حاجز الـ (600) فلس . غير أنه تفاجأ الناس خلال هذا الأسبوع بقفزات مضاعفة وغير مبررة في أسعار الطماطم وصلت حتى الآن إلى (1,300) للكيلو ، لايستطيعون تحمّلها ولا تتوقعها جيوبهم . ولذلك أطلق كثيرون منهم حملة أسموها ( خليها تخيس ) بالاستفادة من توجيه من الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اشتكى له بعض الناس عن غلاء الأسعار في بعض حاجاتهم فقال لهم رضي الله عنه : ” ارخصوها بالترك ” . وينبغي أن تكون هذه ممارسة مجتمعية تجاه أي سلعة – ليس الطماطم فقط – يرتفع سعرها بشكل غير مبرر حيث أن تركها والذهاب إلى بديل عنها قد يتسبب في رخصها أو بوارها .

بقي أن نشير إلى أن رؤية الطماطم في الأحلام هي فأل حسن ، فهي وفقاً لتفسير ابن سيرين إذا حلمت بأنك تأكلها  فتعني صحة عظيمة . وإذا جمعت الطماطم أو قطعتها فتعني سعادة في الزواج . أما إذا حلم العازبون بها فإشارة إلى زواج سعيد.

سانحة :

بحسب قاموس المعاني : الطماطم من الرجال يعني الذي في لسانه عجمة فلا يفصح أو يقول كلاماً غير مفهوم . في اللهجة الدارجة يُقال ( طمطمة ) .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s