حينما يغيب الإنجاز الحقيقي يجري البحث عن إنجاز آخر ، أي إنجاز ، حيث يتم التشبث به وتعويض الفاقد أو محاولة استخدامه للتغطية على فشل أو – إذا أردنا تخفيف الألفاظ – عدم قدرة على الإنجاز والتطوير .
ولعلّ من أكثر الوسائل التي أصبحنا نميزها ونعدّها تعبيراً واضحاً عن القصور والتغطية على العجز ؛ وسيلتين : أولهما : اللجوء إلى الإعلام ، وذلك بكثرة الظهور على صفحات الجرائد أو من خلال شاشات التلفاز أو عبر المذياع ، أحياناً يكون بشكل شبه يومي حتى يكاد البعض يصبح مراسلاً صحافياً ولاينفع معه المثل الشعبي ” زر غبّاً تزدد حبّاً ” .
أما ثاني تلك الوسائل فهي البحث في الخارج – من خلال مؤسسات أو منظمات أو ما شابهها – عن جوائز ودروع على المستوى الإقليمي أو الدولي يستغلونها في احتفاليات ومهرجانات باتت تتزايد وربما تكشف عن حرص وجهود وإمكانيات تُبذل من أجل الحصول على هذه الجوائز وتبوأ مراكز وتنافس على مراتب بينما كان الأولى بتلك الجهود وهذا الحرص على تعظيم مكتسبات وإنجازات حقيقية – وليست إعلامية أو دعائية – وملموسة في الداخل ، وفي دنيا الناس بحيث يشعرون بوجودها ويتلمسونها في واقع معيشتهم وتخليص معاملاتهم وتصريف مراجعاتهم وتجويد سائر الخدمات المقدّمة . حينئذ ، وحينئذ فقط سينالون تقدير وشكر ( ناسهم ) وهي أثمن جائزة وأغلى من أي مركز أو مرتبة أو درع ليس لها أي غطاء واقعي يشهد باستحقاقها في واقع العمل الحقيقي.
وبالتالي لايمكن لأي شخص قاده حظه العاثر ودفعته حاجته للقيام باستخراج رخصة بناء ، ومرّ بمراحلها ومراجعاتها المختلفة ، أن يصدّق أو – على الأقل – يقتنع بما تم نشره في الأسبوع الماضي من حصول البحرين على المركز الأول في مجال سهولة إصدار تراخيص البناء والمرتبة الرابعة عالمياً !! وذلك بحسب تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي للعام 2013م .
سانحة :
شيء جميل أن تقوم بطلب إصدار بطاقة الهوية من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية ، وأن تدخل بياناتك وصورك وتدفع الرسوم ، ولكن الأجمل هو أن تستلم البطاقة في مكانك ، من دون الذهاب إلى الجهاز المركزي للإحصاء أو أحد فروعه لاستلامها . فالخطوة الأخيرة تذهب القيمة الحقيقية للخطوات السابقة .