يجدر بنا ونحن نقترب من مناسبة الاحتفال بيوم المرأة أن نلتفت إلى ضرورة السعي لتحقيق إنجازات تستطيع أن تتلمّسها المرأة في واقع معيشتها وسويّة حياتها ويكون لها تأثير حيوي وحقيقي يتلائم مع حجم الزخم الإعلامي الذي باتت تكتسبه تحت ( يافطة ) قضايا المرأة . وأعتقد أن المرأة صارت تحتاج – أيضاً – لتغيير ( الاسطوانة ) المستخدمة منذ فترات طويلة ، وتتعلق بالمساواة وحقوق المرأة وما شابه ذلك من مبادىء لم يعد المجال واسعاً للاختلاف عليها مثلما لم تعد هناك حاجة للاستمرار في استعمال ذات ( الاسطوانة ) .
وأقترح على الناشطين والناشطات في مجال حقوق المرأة وزيادة مكتسباتها أن ينصرفوا إلى موضوعات أخرى لها أهمية بالمرأة وحقوقها – أيضاً – من مثل أن تكون لهم وقفة ، بل وقفات حازمة أمام تمادي البعض في انتهاك إنسانية المرأة وتصويرها كسلعة تجارية لاأخلاقية في اللوحات والبرامج الإعلانية أو واجهات المحلات التجارية أو فيما يسمونه أغاني (الفيديو كليب) التي غالباً ماتتجاوز الخط الأحمر في عرض أو إبراز مفاتن المرأة وتقديم جســدها بصورة لم يعد جائزاً السكوت عنها لاإنسانياً ولااجتماعياً .
وهذا البعض صار يلجأ لهذا الاستخدام السلعي والتجاري الرخيص للمرأة لزيادة الاستقطاب والأرباح وتعويض الخسائر . بل وتطالعنا بعض صحفنا ومجلاتنا على صدر صفحاتها أو أغلفتها ببعض صور ممثلات أو عارضات أزياء أو …إلخ بشكل يخدش الذوق العام والآداب المرعية لتعويض بعض نواحي القصور أو الضعف في محتوى تلك الصحف والمجلات ، ناسين أن الحرّة لاتأكل بثدييها .
في الحقيقة لانقلّل من الجهود المبذولة من أجل قضايا المرأة وزيادة مكتسباتها ، لكن محاربة أو مكافحة الاستخدام السلعي والتجاري الرخيص لها يجب ألايقل اهتماماً عن المطالبة بحقوق سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية يرون أنها ترفع من شأنها بينما نغفل عن المطالبة باحترام كينونة المرأة وإنسانيتها والالتفات إلى أهمية إبعادها عن صور الرخص والابتذال ، والنأي بها عن سلع الإغراء والجنس ، وأن يُنظر إليها نظرة الأسوياء الذين يطالعون فيها عقلها وإنتاجها وكفاءتها وإبداعاتها ، عوضاً عن نظرات الشواذ الذين لايطالعون في المرأة إلا جسدها ومفاتنها . ليس من الصحيح أن تغيب عن قضايا المرأة قضية الكفّ عن امتهان كرامتها وسفك مكانتها على النحو الذي يمعن البعض في التجارة به . وغداً نكمل .