ومادمنا قد تكلمنا بالأمس عن أهمية أن يبادر المسؤولون والمهتمون بقضايا المرأة والشأن النسائي بضم مسألة احترام كينونة المرأة والابتعاد عن الاستخدام السلعي والتجاري لها والارتقاء بإنسانيتها ومطالعة عقلها وإنتاجها وكفاءتها وإبداعاتها بدلاً من استرخاصها وامتهانها في مجرّد جسدها ومفاتنها ؛ فإنه حريّ بنا أن يكون المدخل لهذا الأمر ديننا الإسلامي الحنيف الذي اشتغل البعض على إيجاد وهم كبير يقوم على أساس وجود تفرقة أو انتقاص للمرأة في الشريعة الإسلامية حتى أضحت تعاليم الدين – بحسب نظرهم – مدعاة للتزمت أو تقييد النساء والحدّ من حريتهم وما شابه ذلك من افتراءات ثبُت أنها لم تظهر إلاّ من أجل ماقلناه سابقاً : الاستخدام السلعي للمرأة وإرخاصها وابتذالها .

ولعلّ من نافلة القول هنا إنه ليحزننا ما يجري ترديده هذه الأيام – ونتمنى عدم صحته – عن وجود توجيهات لنشر ثقافة ما يسمونه ( السيداو ) في مدارسنا من خلال المحاضرات والندوات والبرامج التعريفية !

( السيداو ) هي اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة  ، وهي اتفاقية تتضمن مخالفات للشريعة الإسلامية ، أو إنها في نهاية المطاف تبطل كل القوانين التي تميز بين الرجل والمرأة على أساس ديني . وقد أسهب علماونا ومشايخنا في بيان عوار الكثير من مواد هذه الاتفاقية وتعارضها مع تعاليم وأحكام إسلامية كإلغاء أي نوع من الولاية أو الوصاية على المرأة من باب التساوي المطلق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل “، وأن يحمل الأبناء اسم الأم مثلما يحملون اسم الأب ؛ وقد قال تعالى : ” ادْعوهُمْ لآبائهم هو أقسط عند الله “. كذلك منع تعدد الزوجات وقد أباحه المولى عز وجل ، وإلغاء قوامة الرجل في الأسرة بالإضافة إلى مخالفات عديدة كان الأولى تبنيها والمطالبة بالانسحاب من هذه الاتفاقية التي لانحتاج لها أصلاً . ولا أعتقد أننا نرسل أبنائنا وبناتنا إلى مدارسهم ليتعلّموا منها مثل هذه الأشياء .

غني عن البيان أن الأحداث المؤسفة التي مرّت بالبلاد قد كشفت لنا – بحسب ما يقوله البعض – أنه تم توريطنا باتفاقيات لم نوليها عناية الدراسة والتمحيص ولم ننتبه لآثارها ونتائجها . وهي ليست مطلوبة منا ولايوجد إجبار عليها .

سانحة :

قد تتفاجأون إن عرفتم إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست ضمن الموقعين على هذه الـ ( السيداو ) .. اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة !!