نافذة الجمعة

الرؤوس الكبيرة

بدون شك ؛ هي جهود مشكورة ومقدّرة ، تلك التي تقوم بها وزارة الداخلية من خلال أجهزتها وإداراتها المختلفة لحفظ الأمن والاستقرار ، وتعقّب ورصد أية أعمال أو تجاوزات من شأنها أن تسيء أو تصيب مداميك نعمة الآمان التي هي محطّ الآمال ومنتهى ما يحتاجه الإنسان في ممارسة حياته وسويّة معيشته . ولذلك لا يسعنا إلاّ أن نشدّ على أيدي رجال مكافحة المخدرات ونهنئهم على تمكنهم مؤخراً من الكشف والقبض على عصابة امتهنت بيع وترويج المخدرات في مدينة المحرق العريقة ، وذلك من خلال عملية أمنية دقيقة أشاع نشر تفاصيلها نوعاً من الراحة والطمأنينة عند عموم المواطنين والمقيمين على اعتبار أن آفة المخدرات هي من أكبر الآفات المجتمعية الخطيرة التي تهدّد الاستقرار.

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإن الشكر موصول أيضاً لرجال شرطة الآداب الذين يبذلون جهوداً من نوع آخر تتعلق بمكافحة أوكار الرذيلة والدعارة بحيث لا يكاد يمرّ أسبوع – أقل أو أكثر – تخلو فيه صحافتنا المحلية من أخبار من مثل : القبض على متهمات بالدعارة أو مداهمة شقة تمارس فيها الرذيلة أو القبض على عصابة تتكسب من النخاسة أو ما إلى ذلك من أخبار البارات والمناهل وما يجري ضبطه فيها ممّا يسمونه أوضاع مخلّة بالحياء أو قضايا آداب ( بحسب التعبير المهذب للفعل الحقيقي وهو زنا ودعارة ونخاسة ).

على أن المطلوب في مثل هذه القضايا ، خاصة تلك التي تتعلق بتجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض هو الكشف والقبض على من يقف وراءها ، الحامي والمدبّر لها ، أو من يسمّونهم ( الرؤوس الكبيرة ) في تلك التجارة التي يصعب التصديق بأنها تجارة قامت – هكذا – لوحدها ، استقطبت جنسيات آسيوية وأفريقية وغيرها وتجمعت عن طريق الصدفة وعلى غير موعد وعلم منهم ، وصاروا يقومون بكل هذه الأعمال البذيئة والسيئة ، بكل جرأة ووقاحة ، بدون أن يكون لهم مدراء فعليين أو فخريين ينظمون الصفوف ومن ورائهم ملاّك حقيقيين يدعمون الصمود والانتشار ويجنون الأرباح الطائلة .

في تفاصيل الخبر المنشور مؤخراً عن القبض عن عصابة المخدرات بالمحرق تقول أن عدد المقبوض عليهم (23 ) عنصراً ، من دون تحديد هويتهم وجنسيتهم التي من المرجح أنهم أو أغلبهم أجانب أو آىسيويين يعزّزون من اعتقادنا أن هؤلاء المقبوض عليهم مجرّد واجهة ضمن العديد من الواجهات لآخرين هم المدراء والمسؤولين الحقيقيين الذين يديرون ويتبنون هذا النوع من التجارة ، تجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض .

سانحة :

ستظل هذه العصابات والشبكات تظهرعلينا أخبارها بين حين وآخر ، ولن يتوقف نزفها القيمي وإساءتها لسمعة البلد طالما أن الملاّك والمؤجرين والكفلاء والنافذين والمتسترين والمنظمين ( الإدارة الفعلية ) أحرار وطلقاء في منأى عن المحاسبة والمداهمة والعقوبة . وقديماً قال الشاعر أبو أذينة اللخمي :

لا تَقطَعن ذَنَب الأفعى وتُرسِلها                إنْ كنت شَهماً فأَتبِع رأسَها الذَنَبا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s