بلجريف والمطر :

ورد في مذكرات السير تشارلز بلجريف ، مستشار حكومة البحرين سابقاً ، قبل ما يقارب الستين عاماً فقرة جميلة ومعبرة وتستحق أن نستدعيها الآن حيث يقول المستشار بلجريف في مذكراته وهو يتكلم عن احتفال بمناسبة وطنية  في 16 فبراير 1942م ” أنها تأجلت لبضعة أيام بسبب الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البحرين وملأت ساحة الاستعراض بالقلعة والمساحة المفتوحة أمام القصر ” ويضيف قائلاً ” وعندما تسقط الأمطار فإنها تسبب الفيضانات لأن غالبية شوارع المنامة لا يزيد ارتفاعها عن القدمين فوق مستوى سطح البحر، كما أن المجاري التي تستخدمها في البلاد الآن لتصريف مياه الأمطار لم تكن موجودة في ذلك الحين “.

لجنة الكوارث :

تفاجأنا في الأسبوع الماضي ، في خضم الأمطار الغزيرة التي هطلت علينا وحوّلت كثرة من الشوارع والمرافق إلى مستنقعات وبرك وخلّفت أضراراً في البيوت والمنازل ؛ بخبر منشور في صحافتنا المحلية تحت عنوان : ” لجنة مواجهة الكوارث تؤكد جاهزية الجهات للتعامل مع أي طاريء ” . في الحقيقة كنّا نتمنى أن يكون اجتماعهم في غير هذا الوقت أو على الأقل أن يجتمعوا بصمت ( بسكات ) وبدون نشر أي خبر عن اجتماعهم حتى لايحرجوا أنفسهم بهذه الجاهزية التي تكلموا عنها أكدوها في أخبارهم وتصريحاتهم قبل أن تكشف الأمطار مقدار ضعفها .

مدارسنا والأمطار :

كشفت الأمطار التي هطلت علينا الأسبوع الماضي حجم هشاشة الاستعدادات اللازمة لمواجهتها في الكثير من البنى التحتية . غير أن الصور التي تم تناقلها على نطاق واسع عن امتلاء ساحات وأروقة بعض المدارس حتى وصلت إلى أن تكون كثير من هذه الصور محلاً للتندّر والسخرية خاصة تلك التي تتعلق بكيفية تنقل الطلبة والمدرّسين وسط ما يشبه ( البحار ) ؛ كل ذلك كان يوحي بأن من قام بالتصميم لم يكن هطول المطر في وارد حساباته وتوقعاته أبداً !

لكن الأسوأ في ذلك هو حال الكبائن الخشبية التي تنتشر في الكثير من المدارس وتحتضن صفوفاً دراسية فيها أبنائنا وبناتنا ، يُقال أن بعضها تجاوز عدد الطلبة فيها (35) طالباً والبعض يتحدث عن (40) طالبا في الصف الواحد !! منظرها يثير الشفقة في فصل الصيف ومدعاة للقلق في أجواء البرد . على أن الأسوأ حينما ينزل المطر مثلما شاهدنا وسمعنا . أعتقد أنه قد آن الأوان للتخلص من هذه الكبائن التي تسبب خطراً داهماً على فلذات الأكباد .