نافذة الجمعة

إيران .. كباب في كباب

كثرة من المؤشرات ، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي ، توحي بأن هنالك قادم مجهول كنهه وطبيعته ، غالب الظن أنه مثار خوف وقلق متزايد لدى الساسة في عموم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي باتت تشعر بالإحباط تجاه الصديق والحليف الأقوى بعد أن أوغل في الخذلان أو التآمر من أجل مصلحته انطلاقاً من القيم والمباديء التي يمارس علاقاته من خلالها ، وتنحصر في أنه ليس له صديق دائم مثلما أنه ليس له عدو دائم .

على أن الخوف الأكبر هو لدى الشعوب التي بالإضافة إلى جهلها لحقيقة ما يحدث من حولها فإنها صارت تستغرب زيادة وتيرة التقارب مع إيران وبدء الانهيار السريع لحاجز العداء الذي تم رسمه أو إقامته معها طوال السنوات القليلة الماضية . وهذا التقارب والانهيار يحدث دون مقابل يوجبه ، ودون حدوث تغير يستدعيه اللهم إلاّ إن كان العداء وحالة الشّد والجذب مع إيران مماثلة لسيناريو الفيلم الكوميدي المشهور ” الإرهاب والكباب ” وهو فيلم يحكي قصة معاناة أحد الأشخاص الذين ضاق ذرعاً بالممارسات البيروقراطية وحالة التسيب وتعطيل المصالح وعدد من الصعوبات والعوائق التي تحول دون تخليص معاملة هامة لديه في مجمع التحرير بالقاهرة ، وهو عبارة عن ديوان حكومي كبير يحتوي على مكاتب لعدد من وزارات الدولة خاصة الخدمية منها .  فيخرج هذا الشخص عن طوره ويشتبك مع بعض الموظفين بالمجمع ، ثم يتطور الأمر فيتدخل رجال الأمن ويشتبكون معه ، ثم يتمكن هذا الشخص – وهو الفنان الكوميدي عادل إمام – من الاستيلاء على سلاح أحدهم ، وتنطلق رصاصة بطريق الخطأ ، ليهرع الجميع في حالة من الذعر الشديد ، ويتسرّب الخبر إلى مرافق المجمع الأخرى ، على أن المجمع تم اقتحامه من قبل عناصر إرهابية ، وأن هناك العديد من الرهائن ساقتهم الأقدار آنذاك لتخليص معاملاتهم في نفس المكان .

ثم لا يلبث أن يتأزم الوضع ، وينتشر الموضوع في الآفاق ، فتكون هذه العملية (الإرهابية) حديث الإعلام والفضائيات وبؤرة الاهتمام ، ويكون المجمع – مجمع التحرير – برمته محاصر بالمدرعات والجنود ، ويُمنع الدخول أو الخروج منه ، تحسباً لأي طاريء ورغبة في فكّ الحصار وإنقاذ الرهائن وإعادة الوضع إلى سابق عهده . وتبعاً لذلك تمسك القيادات الأمنية بزمام التفاوض مع الإرهابي الذي أصبح في ورطة لم يستوعب كيف دخل فيها مثلما لايعرف السبيل للخروج منها . ثم تمضي الأحداث في دراماتيكية معينة في الحوار والتفاوض ليتفاجأ الجميع بأن مطلب الإرهابي وشرطه هو ( وجبة كباب ) !! ( الكباب ، الكباب أو نخلّي حياتكم هباب ) فيتم الاستجابة – على مضض – لهذا الطلب الغريب ، وبالفعل تدخل للمجمع كميات كبيرة من مختلف أنواع الكباب ، مالذّ منها وطاب ، يأكله الخاطفون والمُختطفون . وبعد الانتهاء من الأكل يقرر الإرهابي ( المتورط ) فتح باب المجمع وإطلاق سراح الرهائن والسماح لهم بالانسحاب من المجمع ، والذين بدورهم أصروا على أن يأخذوه – الإرهابي ( المتورط ) – معهم. لتعود الحياة الطبيعية مرة أخرى لمجمع التحرير الحكومي ويفلت الخاطف من أية عقوبة ويصبح الأمر كأن لم يحدث رغم فداحة العملية ، عملية اختطاف مجمع التحرير واحتجاز رهائن وتعطيل مصالح البلاد والعباد حيث كان الأمر مجرّد كباب في كباب لايختلف كثيراً في تفاصيله ( الكوميدية ) عن واقع التقارب الحالي وانتهاء حالة العداء مع إيران التي قد لا يجد كثيرون تفسيراً للغزها الآن سوى أن الأمر كان كباب في كباب ! وسبحان مغيّر الأحوال .

سانحة :

يقول مصطفى أمين : ” الصحافة الحرة تقول للحاكم مايريده الشعب ، وليس أن تقول للشعب مايريده الحاكم “.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s