اسمها منى إنغبورغ سالين (Mona Ingeborg Sahlin) من مواليد عام 1957م ، سويدية الجنسية ، تشتغل في السياسة منذ نعومة أظفارها حيث فازت في الانتخابات البرلمانية وانضوت تحت قبته السويدية وعمرها خمسة وعشرين سنة ، وذلك كأصغر عضو برلماني آنذاك ، وانتخبت للبرلمان خلال ثلاث حكومات متعاقبة .
منى سالين ؛ آلت إليها زعامة حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي عام 2007 وهو أكبر حزب سياسي في السويد ، يمتد عمره لأكثر من قرن من الزمان ، تعاقب على رئاسته ستة من الرجال لتكون هي أول امرأة تترأس هذا الحزب الذي تتكون قاعدته من الطبقة العاملة في البلاد.
تبوأت منى سالين العديد من المسؤوليات والمناصب الوزارية في السويد كوزارة التوظيف ووزارة البيئة ووزارة التنمية المستدامة ووزارة الديمقراطية والتكامل والمساواة بين الجنسين وغيرها من التكليفات الوزارية التي تظهر مدى جدّيتها وكفاءتها وانخراطها في العمل طوال سني حياتها السياسية التي أنهتها بالاستقالة على الطريقة الغربية – وليست العربية – حيث أنه في تلك البلدان المتقدمة والمتحضرة تكون الاستقالات تصرفاً أخلاقياً وحضارياً والتزاماً أدبياً يلجأون إليه من أجل مواقف مبدئية أصروا على عدم تجاوزها أو لفضائح رأوا أنه لا يصلح معها بقاؤهم في مناصبهم أو لفشل سياسات أو عجز استراتيجيات أو لأخطاء يصعب تحملها والبقاء على رأس تلك المؤسسات والوزارات المخطئة ، فلم يكن أمامهم من بدّ من الاستقالة والانسحاب وحفظ ماء الوجه ( بشرف ) . ويحدث ذلك حتى لو كانت الأخطاء أو التجاوزات بسيطة أو يمكن تسميتها – بحسب المتعارف عندنا – تافهة .
منى سالين اضطرّت لتقديم استقالتها بعد أن أدانها القانون السويدي باستغلالها للبطاقة الذكية الحكومية عندما ملئت خزان وقود سيارتها ودفعت القيمة من هذه البطاقة التي لم تلجأ إليها إلاّ بسبب أنها كانت قد نسيت بطاقتها الخاصة بها في بيتها ! ورغم أنها قد أعادت المبلغ في اليوم التالي مباشرة إلاّ أن القانون هناك اعتبر تصرّفها استغلالاً للمال العام . ولم تجد حينذاك بدّاً من الاستقالة ، تحملاً لمسؤولية خطئها وحفظاً لكرامتها ونزاهتها ! تصوروا فقط لأنها ملئت خزان وقود سيارتها على حساب وزارتها ، لا وأرجعت القيمة في اليوم التالي ! يُقال أن القصة حقيقية .. عند المقارنة مع منى سالين ؛ لانملك إلاّ أن نقول : ياجبل مايهزّك ريح !
سانحة :
كانت التعازي والبيانات ( العرمرمية ) التي أطلقها الكثيرون عند وفاة نيلسون مانديلا ، وبكاءهم فيها على الحريات والحقوق وماشابهها من مثاليات ؛ فرصة سانحة للفكاهة و( الإضحاك ) والتعرف على حجم التناقض بين الأقوال والأفعال وبين البيانات والممارسات . وشاهدنا حال العاهرة حينما تتبرقع وتتكلم عن الشرف والعفاف ..
الاخ جمال زويد
تحية وبعد
ارجو تزويدي ب إيميل السيده سالين لرغبتي التحدث معها حول إستقالتها التي تعتبر إعجوبة في وطننا العربي مع التقدير
إعجابإعجاب