راصد

حكمة وجائزة وحفظة وطبل وسكوت

مانديلا وعبدالقادر :

من حكمة المولى عز وجل وتدبيره في كونه وملكه ، سبحانه وتعالى ؛ أن جعل وفاة نيلسون مانديلا متزامنة في توقيتها مع إعدام القيادي الإسلامي الشيخ عبدالقادر الملا في بنجلاديش ، فيُصار إلى أن تكون فرصة أخرى سانحة للفرز وكشف المتناقضين في مبادئهم والمزيفة مواقفهم حيث ترحم قادة وزعماء ومفكرين وإعلاميين و… إلخ على مانديلا – يستوي في ذلك المسلمون منهم و( العلوج ) – وذرفوا دموعهم وسجلوا بكائياتهم ، بل وحضروا جنازته ونكّس البعض أعلامه ، تقديراً لكفاحه ونضاله ضد الظلم والعنصرية وما شابهها من مباديء لم يختلف الشيخ عبدالقادر الملا في كفاحه ونضاله أيضاً ضدها ، بل كان إعدامه ثمناً لهذا النضال والكفاح. ومع ذلك نطقوا بشأن وفاة مانديلا بينما صمتوا على إعدام عبدالقادر .. حكمتك يارب .

جائزة عن ( عيشة بنت الباشا) :

ولأن آلة الفساد الفكري والإعلامي والثقافي هي صاحبة الطول والفصل في زماننا الأنكد ، ويسيطر عليها المهووسون بالغدر والعداء للإسلام ؛ فقد قام خلال الأيام القليلة الماضية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في القاهرة بمنح الشاعر العراقي سعدي يوسف إحدى أهم جوائزه السنوية بالرغم من أن هذا الشاعر هو نفسه صاحب القصيدة المسيئة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأم المؤمنين عائشة رضي الله عنه ، والسخرية من زواجها من رسول الله وهي بنت سبع سنين حيث  عنون قصيدته باسم ” عيشة بنت الباشا ” أظهر فيها نفسه المريضة وطائفيته البغيضة .

تكريم حفظة القرآن :

أقترح أن يشمل حفل تكريم توزيع الأوسمة الذي يُقام بمناسبة العيد الوطني أحد حفظة القرآن الكريم أو الفائزين في مسابقات الحفظ والتلاوة التي تُقام في داخل البحرين أو خارجها حيث بات أبناؤنا يحققون مراكز متقدمة ، بل يفوزون بالمراكز الأولى في مسابقات عالمية ، ويعودون إلى البحرين بدون أن يدري بهم أحد ، وبدون أي تكريم ، وبدون احتفالات وأضواء وبهرجة كتلك التي تصاحب البطولات والمسابقات الأخرى ممن تعرفونها ويجري البذخ عليها وتلميعها بصورة مخجلة وأحيانا مشمئزة بينما أمثال هؤلاء ، حفظة كتاب الله نحن نحتاج إلى إعلاء مكانتهم وتقدير منزلتهم .

طبول :

جاء في رائعة ابن المقفع المعروفة ( كليلة ودمنة ) : زعموا أن ثعلبا أتى أجمة ( أَجَمَة : مكان فيه شـجر صغير وكثيف وملتف )  فيها ” طبل ” معلق على شجرة ، وكلما هبّت الريح على قضبان تلك الشجرة حركتها فضربت الطبل فسُمع له صوت عظيم باهر. فتوجه الثعلب نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته. فلما أتاه وجده ضخماً ، فظنّ في نفسه بكثرة الشحم واللحم فيه . فعالجه حتى شقّه. فلما رآه أجوف لا شيء فيه قال : ” لا أدري لعل أفشل ( أضعف ) الأشياء أجهرها صوتا “.

هل كانوا سيسكتون ؟!

يوم الجمعة الماضي ، كان الشيخ صفوان مشارقة يخطب الجمعة في المسجد العمري في حمص ، في هذه الأثناء يجري قصف المسجد ويستشهد الشيخ من على منبره الشريف .. ترى لو كان المسجد كنيسة ، ولو كان الشيخ راهباً .. كيف ستكون ردّة فعل العالم ومنهم العالم العربي والإسلامي ؟ هل كانوا سيسكتون ؟!! أيضاً حكمتك يارب في كشف المتآمرين والمتواطئين والمتخاذلين وكذلك المتناقضين والمنافقين وبقية الطابور …

أضف تعليق