نصيحتي العزيزة لجميع الفضلاء وأهل الخير والإحسان وأصحاب الأيادي البيضاء أن يسارعوا ويبادروا الآن ، عاجلاً غير آجل بدفع تبرعاتهم وصدقاتهم وزكواتهم إلى الشعب السوري ، ولا يتأخروا قيد أنملة عن القيام بهذا الواجب الشرعي والإنساني لأنهم قد يفوّتوا في قادم الأيام على أنفسهم ما هو متاح الآن من فرص الإنقاذ والإغاثة وتقديم مختلف أنواع الدعم لصمود أهلنا في الشام وكفالة أيتامهم وأراملهم وثكلاهم وتخفيف معاناة أسر شهدائهم الذين تتحدّث بعض الأرقام أن عددهم صار الآن في خانة مئات الآلاف بعدما كان الظنّ أنهم في خانة العشرات من الآلاف .
وسبب هذه الدعوة العاجلة هو أن غالب الظن أن مايسمى مؤتمر جنيف (2) المزمع عقده في القريب العاجل إنما سيجري تخصيصه لعدّة أمور لاتتعلق في نهاياتها بالانتصار لتلك الدماء الزكية والأرواح الطاهرة ، وليس لها علاقة بالانحياز إلى الثوار والمجاهدين والوقوف مع مطالبهم وأهداف ثورتهم ضد الظلم والقمع والطغيان والعبودية ، ولاتربطها علاقة بوقف شلال الدم ومنع المذابح والمجازر ، وبالطبع هي من باب أولى لاتتطلّع وليس في وارد اهتماماتها (الخرابيط) التي يسوّقونها علينا عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وما شابهها من السلع التي تبثها آلتهم الدبلوماسية والإعلامية لتمريرها على السّذج والبلهاء والمغفلين وكذلك المتآمرين والمتواطئين .
مؤتمر جنيف (2) ؛ ستتمخض عنه قرارات تزيد الحماية للكيان الصهيوني ، وتوسّع مزيداً من الأرضية للهلال الشيعي وستطلق – وهو الأهم – صفة الإرهاب على الثوار والمجاهدين من أهل الشام لتشتغل عليهم وطأة الأمريكان وإخوانهم من العرب والمسلمين فيُصار إلى محاربتهم استناداً لحكم ( سي سيّد ) عليهم ، بدءاً من تشويه سمعتهم في وسائل إعلامنا وإيجاد أو فبركة تهم ومجازر قاموا بها وانتهاء بوقف كافة أشكال التبرع والدعم المادي والمعنوي لهم تحت الغطاء المعروف بتجفيف منابع الإرهاب وروافده .
وهو ذات الغطاء الذي صار الأمريكان يأمرون به فيُطاعون له من الجميع ضد مختلف التيارات الإسلامية حيث تكون إملاءات التضييق والتجفيف والمنع جاهزة ، وسترون وستقرأون بعد مؤتمر جنيف (2) حملات وكتابات وتحليلات ضارية من الطابور الجاهز لكل الحالات ، طابور العلمانيين والليبراليين وما شابههم من الذين يجري استعمالهم لمثل هذه المهمات ، خاصة من المعادين – المستترين أو المعلنين – للإسلام أو مايُسمى زوراً وكذباً وتدليساً ( الإسلام السياسي ) .
بعد مؤتمر جنيف (2) ستتوقف ( ستُمنع ) مساعداتنا وتبرعاتنا لإخواننا في الشام مثلما توقفت أو تم التضييق على تحويلات أهل الخير والإحسان لكفالة أيتام – مثلاً – في مجاهيل الهند وأفغانستان أو إغاثة ملهوفين ومنكوبين في أدغال أفريقيا وغاباتها أو رعاية أسر وأرامل شهداء وبقايا مذابح في كوسوفا والبوسنة والصومال . وتعطل قوافل الخير ورسل الرحمة لمئات الآلاف من الفقراء والمشردين والمنكوبين والأيتام والأرامل من أبناء المسلمين في شتى بقاع المعمورة ، ممن لم يعرفوا شيئاً عن العرب عموماً والخليجيين خصوصاً إلا بواسطة سفراء الخير والإحسان من جمعيات البر والإغاثة هذه.
ولن يتاح – بحسب المتوقع – بعد مؤتمر جنيف (2) تقديم تلك المساعدات إلاّ من خلال منظمات غير إسلامية أو تسمى أممية ودولية مثل الأونرا وأخواتها التي يُقال أنها تستقطع من التبرعات والدعم مانسبته (30-40%) من تلك التبرعات لجهودها الإدارية !! وذلك في الوقت الذي ستسرح وتمرح فيه جمعيات ومنظمات ودول للتبشير بدياناتها ونشر مذاهبها ..
سانحة :
يكفينا هذا الارتماء والارتهان ، فنحن نعيش الهوان ونقتاته كوجبة إفطار ألزمنا بها طبيب أجنبي يريد لجسد هذه الأمة المزيد من الخوار والهزل، وربما كان له ما يريد استناداً الى واقعنا المستحكم . والذي يزداد يوماً بعد يوم كشف سوءاته وعوراته .