قبل حوالي بضعة أيام كنت في زيارة إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وهي كعادتها تلفت الانتباه بعمرانها وتطورها وغالباً ما تذهلهم سرعة قيام مشروعاتها وأبراجها وسائر مرافقها . في هذه المرّة اكتشفت أن خدمة الـ ( Wi-Fi) تكاد تكون متوفرة في كل مكان ، تكاد تلاحقك ولاتلاحقها أو تبحث عن وجودها حتى أن مجمعات كاملة بضخامة مساحتها ؛ تتوفر فيها هذه الخدمة وتستطيع أن تحصل عليها و( تشبك ) معها هاتفك بدون أي عناء في طول تلك المجمعات وعرضها . بل وبالمجّان!
ليس ذلك فحسب ، وإنما تكون الخدمة سريعة وتتصفح الرسائل والإيميلات بكل يسر وسهولة ، بلا توقف أو تعثر أو انقطاع اعتدنا عليه أو بات هو السمة شبه البارزة في خدمة الانترنت والاتصالات عندنا خاصة هذه الأيام ! في حين يُفترض أن مثل هذه الخدمات المتعلقة بالشبكة العنكبوتية متاحة وفق أعلى مستويات الجودة وتعمل بكفاءة عالية تتناسب مع أسعارها التي – بحسب المتوقع – أرفع من الجيران .
كان الظن والأمل أن دخول شركات أخرى في مجال الاتصالات سيؤدي بالإضافة إلى كسر احتكار الشركة الواحدة ؛ سينتج عنها اشتعال المنافسة على تقديم الخدمة الأفضل ومعها بالطبع انخفاض الأسعار وإتاحة ما يشبه سلّة متنوعة من الخيارات أمام جمهور المستهلكين . وستؤدي ضمن ماكان متوقع من نتائج السماح بدخول شركات أخرى في هذا المجال لأن تعدّل الشركة المحتكرة من واقع خدماتها وتقفز بها إلى الأمام ، سعراً وجودة .
غير أن الذي حصل يكاد يكون ( أختكِ مثلكِ) . فالخدمة لازالت دون الطموح ، ويصعب مقارنتها بما هو متاح في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وغيرها ، والـ ( Wi-Fi) لا يتوفر في كل مكان ، وإن توفر فهو ليس بالمجّان ، وبالطبع ليس بالكفاءة المطلوبة . وعموم المشتركين في الانترنت يعانون من التعثر والتقطع وكذلك البطء . وهناك من يقول نفس الكلام عن المكالمات الهاتفية حيث أن أي مكالمة هاتفية لابد وأن تكون من جزئين ، أي تنقطع ثم تعاود الاتصال مرّة ثانية .
سانحة :
اللهم اجعلنا ممن يضيفون حياة إلى سنوات أعمارهم ولاتجعلنا ممن يضيفون سنوات – مجرّد سنوات – إلى حياتهم . اللهم اجعلنا مفاتيح للخير والفضيلة مغاليق لغيرها ، وأن تشملنا ضمن من طالت أعمارهم وحسُنت أفعالهم ، وبالأعمال والأقوال الصالحة اختم حياتنا .