نافذة الجمعة

انتخابات بيت التجار

أحسب أن كثيرين غيري لايهتمون بما يدور هذه الأيام بما يُسمى انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين ، ولايلقون لما نقرأه عن استعدادات وتكتلات لهذه الانتخابات أي بال أو اهتمام ، ولا يعطونها شيئاً من متابعاتهم بالرغم من أن بعض الأوساط الإعلامية والسياسية سلّطت عليها نوعاً من الزخم والظهور الذي يعكس حدّة في التنافس بين قوائم المرشحين للمجلس الجديد لهذه الغرفة التجارية التي هي ” بيت التجار ” .

أحسب أيضاً أن عدم الاهتمام واللامبالاة لاتتعلق بالاستهانة بمكانة هذا الكيان أو التقليل من شأن أعضائه أو مجلس إدارته وإنما سببها هو أن ” بيت التجار” قد حجّم نفسه طوال السنوات أو العقود الماضية وأصبح شبه منعزلاً عن حياة الناس وبعيداً عن الاقتراب الحقيقي من قضاياهم ومشاكلهم ، وقطع أو ضعُف تواصله مع فئات كبيرة من الشعب وملامسة همومهم ومشكلاتهم والعيش في أوساطهم وتقليل الفجوة التي ما كان لها أن تحدث بين الطرفين في المجتمعات المتكافلة .

” بيت التجار ” كان له غياب لافت خلال الفترة الماضية عن المشهد الاجتماعي والسياسي في البحرين ، وابتعد عن التأثير فيه أو المشاركة الفاعلة في تحديد ملامحه أو توجهاته وفضّل أن يكون في زاوية تنأى به – أو كادت – عن أي حراك سياسي واجتماعي يُفترض أن يكون لهم فيه دور معين إن لم يكن سبق وريادة .

إن سبب عدم إعطاء هذه الانتخابات أية أهمية يعود إلى أن تجارنا ورجال أعمالنا قد خلا – أو كاد – رصيدهم المجتمعي من أية مشروعات أو مبادرات تتناسب مع حجمهم أو ثقلهم الاقتصادي في البلد وليس لهم مساهمات أو خطط ( معتبرة ) تتعلق بمشكلات السوق التجارية ، مثل ضبط الأسعار وكبح جماح ارتفاعها والحدّ من غلائها الفاحش أو العمل – على الأقل – لمساواتها بسوق الجيران .

هذه الشريحة المجتمعية المتميزة ( الميسورة الحال ) يُفترض أن يكون لهم تدخل واسع وفاعل في إيجاد حلول ناجحة لمشكلات معيشية وإسكانية وصحية وعمالية تعمل على تحسين سويّة معيشة المواطنين وتثبت لهم أن التجار ورجال الأعمال يشكلون ميزة في المجتمع بمثابة ( رمّانة الميزان ) وليس مجرّد شريحة تستنزف الجيوب وتكسب الأرباح وتكدّس الأموال من غير التفكير في مسؤوليتها الاجتماعية التي تضاعف الاهتمام بها في العالم وصارت أحد أهم مؤشرات النجاح والإنجاز للقطاع الاقتصادي ، بل أصبح تقييم نجاح المؤسسات والشركات لايعتمد فقط على مقدار ربحيتها فقط وإنما صار المعيار الأهم هو مدى قربها أو بعدها عن المجتمع وقضاياه .

كل الأمل أن يمسك المجلس الجديد لـ ” بيت التجار ” حال انتخابه بزمام المبادرة فيعود للاقتراب أكثر من معايش الناس والمساهمة في حل مشكلاتهم وتطوير سوقهم وكذلك حماية ( جيوبهم ) ومداخيلهم وإيجاد دور حقيقي ، فاعل وملموس للتجار ورجال الأعمال في المشهد السياسي والاجتماعي البحريني .

سانحة :

لا أقصد هنا بالدور المطلوب هو أن يتنادى التجار ورجال الأعمال قبل الانتخابات البلدية والنيابية – مثلما حدث في السابق – فيؤسسوا جمعية أو كيان ما ، ثم يقوموا بتوزيع “ماشلة غذائية ” فيه السكر والأرز والزيت و… إلخ على الفقراء والمحتاجين في خطوة تُحسب حين تزامنها مع الانتخابات بأنها قد تكون على سبيل ( الرشاوى ) وشراء الأصوات.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s