أعلنت وزارة الأشغال في نهاية الأسبوع الماضي أنها وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية، ستقوم بغلق كلي لجسر الشيخ خليفة بن سلمان في كلا الاتجاهين ، وبينت السبب في أن أعمال مشروع تثبيت جسر علوي تابع لمركز الإسناد البحري يربط بين القاعدة الأمريكية في منطقة الجفير والقاعدة الأمريكية بميناء سلمان ، وأنه نتيجة لذلك ستجري بعض التحويلات في منطقتي المنامة والمحرق .

الإعلان المذكور حدد فترة اغلاق جسر الشيخ خليفة بن سلمان بيوم الخميس ، من الساعة 11 مساء إلى الساعة السابعة من صباح يوم  الجمعة ، أي مايقارب الثمان ساعات فقط . وكنا نظن – بحسب الخبرة المتراكمة – أن الفترة المذكورة ( ثمان ساعات ) هي فقط لوضع معدات أو أعمال ابتدائية أو تغيير مسارات أو وضع تحويلات أو ما شابه ذلك من توقعات معتادة لم يكن من بينها إطلاقا أن نصحى في نهار يوم الجمعة المذكورة  لنرى بعد هذه الثمان ساعات جسر قائم وحقيقي وجاهز تماماً !!

جسر الثمان ساعات تناقل الناس صوره بكثير من التهكم والسخرية مصحوبة بمقارنات لكثير من مشروعات إنشاء طرق وجسور وأنفاق عندنا استنزفت الجهود وأتلفت الأعصاب من شدة الازدحام الذي تسببه أعمال إنشائها والتحويلات المصاحبة ، وهي مشروعات معلوم بداياتها لكن مواعيد انتهائها وإنجازها مفتوحة ، لا يعرفها  إلا علّام الغيوب ! 

أعمال الإنشاءات والبناء في العالم الآن تخضع لتقنيات وتطورات هائلة قائمة في مجملها على اختصار الوقت والإنجاز السريع حتى أنه في الصين صارت تبنى العمارات الشاهقة في مدد قياسية لا تتعدى خانة الأيام الثلاثة أو الخمسة ومثلها المدن والجسور والمستشفيات مما يصعب القبول بأن يستمر إنشاؤها فترات عندنا تتعدى خانة السنوات مثلما يحدث عندنا .

وسواء كان مقاول جسر الثمان ساعات بحرينيا أو أجنبيا فإن المطلوب المحافظة عليه ومنحه تسهيلات وامتيازات وتمكينه أو حتى تخصيصه للقيام بشتى مشروعات الطرق والجسور ، والبحث في إمكانية تكليفه بإنشاء المدينة الشمالية أو مشروع مدينة الحد الإسكانية أو  ما شابهها من مشروعات ينتظرها المواطن على أحرّ من الجمر  ويتمنى استكمالها أو أن تقرّ عينه بها في مدد معلومة وقريبة ليست بالضرورة في ثمان ساعات لكن قريبة منها ، وما ذلك ببعيد في ظل التقدم والتطور الحاصل في دول العالم ، وكذلك في ظل إننا استطعنا – بالفعل – إنجاز هذا الجسر وتثبيته في ثمان ساعات ، ثمان ساعات فقط .