بعفوية تامّة ؛ خرج مساء يوم أمس الأول – عشية التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة ثلاثة من رجال الأمن – عشرات وربما مئات من الناس في المحرق وغيرها يعبّرون عن حالة غضب واستنكار لمآل الأمور واستمرار هذا الوضع غير الطبيعي في وطننا الغالي على مدار ثلاثة أعوام تقريباً دون أن تكون في الواقع – للأسف الشديد – بارقة أمل تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح وتردع هؤلاء الذين يتلاعبون بنعمة الأمن والاستقرار ويتعدّون عليها تحت مسميات وشعارات لم تعد لها أي قيمة أو مصداقية في ظل هذا النزف غير المبرر لسلامة الناس واطمئنانهم إلى أنهم إن خرجوا من بيوتهم لن يفاجئهم من يغلق عليهم الطريق بإطارات محترقة أو يعرض حياتهم للخطر بسكب زيت في الشوارع أو من يلقي ( مولوتوف ) عليهم أو ما شابه ذلك من تجاوزات وتعديات على حقوق المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم وتعطيل لمصالحهم بصورة – بالفعل – ضج منها الناس ، وباتوا يضربون أخماساً في أسداس عن كيفية استمرار تلك الأعمال وعدم السيطرة عليها ومنعها حتى الآن ، والأسوأ أنها تطورت لتكون على شكل قنابل وتفجيرات هي بعيدة كل البعد عن طبيعة مجتمعنا وموروثاته التي نشأنا عليها مثلما كانت هي حياة آبائنا وأجدادنا.

العفوية التي خرج بها الناس أمس الأول لاتعبر عن حالة حزن واستنكار فحسب وإنما هي تنطق أيضاً عن ظاهرة إحباط وظاهرة قلق إزاء المستقبل ، مستقبل أبنائنا في ظل هذا التصعيد ، وفي ظل التلاحم الطائفي في المنطقة ، وفي ظل الضغط أو التواطؤ الدولي الذي بات واضحاً أنه يريد إعادة رسم الإقليم وفق تقسيم طائفي لا يكون لأهل السنة والجماعة ثقل فيه ، سوريا والعراق ولبنان واليمن هي دلائل ذلك .

العفوية التي انطلقت في المحرق وغيرها لاتنتظر أو لايكفيها تلك البيانات والتصريحات التي صارت بمثابة احتفالية للإدانات والاستنكارات ، ترتفع لغتها ويشتد زئيرها ثم تذهب أدراج الرياح ويبقى الوضع كماهو .

سانحة :

جاء في النصوص السومريــة أن البحــرين هي “الأرض الموعودة ، والجنة التي لا يشيخ فيها إنسان ، ولا يمرض، ولا يعتدي الذئب فيها على حمل”