آخر مرّة تم رصد طائرة ( البوينج 200-777) الماليزية كانت فوق جزيرة بمضيق ملقة ثم اختفت بعدها من جميع أجهزة الرادارات من غير أن ترسل أي إشارة استغاثة أو تنبيه ، وغابت معها أخبار ( 239) راكباً كانوا على متن رحلتها رقم(إم إتش 370) المتجهة من ماليزيا إلى بكين . وباءت بالفشل جميع الجهود البشرية والعلمية – على ضخامتها – في البحث عنها منذ يوم السبت الماضي 8 مارس2014م وحتى تاريخ كتابة هذه السطور حيث شكّلت لغزاً محيراً لمن يتابع عمليات البحث والتحري الذين يرون في اختفائها كأنما تبخرت في الهواء وأصبحت سراباً ، لا أثَر لها.
خمسة أيام مضت حتى الآن وجهود فكّ غموض فقدان الطائرة الماليزية لم تفلح عن شيء ، وكل الفرضيات لم تؤدّ إلى نتيجة بما فيها الأحوال الجوية التي أكدت كل البلدان في مسارها أنها كانت جيدة ، وقائد الطائرة، الذي يبلغ من العمر (53) عاما، يعمل في شركة الخطوط الجوية الماليزية منذ عام 1981 وله خبرة في التحليق تتجاوز (18000) ساعة من الطيران ، الأمر الذي يؤهله للكفاءة والاقتدار .
وأمام هذا اللغز ، ولأجل الوصول إلى سرّ اختفاء الطائرة ؛ تدفقت وتطوّعت فرق للبحث والإنقاذ من دول شتى ، أهمها : الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسنغافورة، وفيتنام، وإندونيسيا، وأستراليا، وتايلاند، والفلبين بالإضافة إلى ماليزيا ، جابوا السماء وقاموا بتمشيط أعماق البحار والمحيط ، بل إن الصين نشرت(10) من أقمارها الاصطناعية وخصصتهم لتحديد مكانها ومعرفة مصيرها وتم نشر العشرات من السفن والطائرات والمجسّات وتوفير مختلف وسائل البحث التكنولوجية المتطوّرة لم تنجح جميعها حتى الآن في كشف هذا الغموض غير المسبوق.
تقول التقارير أن السلطات الماليزية المختصة بالتعاون مع الدول الأخرى تقوم حالياً – في سبيل معرفة ماذا حدث – بدراسة دقيقة لشخصيات ركاب الطائرة وطاقمها من جميع الجوانب بما فيها النواحي النفسية أملاً في التوصل إلى خيط يدلّها أو يساعدها في العثور على طائرتهم المختفية أو المخطوفة أو التي سقطت في عرض البحر أو التي صارت مثل ( فص ملح وذاب ) .
ومن أغرب الأشياء إفادة أقارب ركاب الطائرة بأنهم يتصلون بذويهم ويجدون أن هواتفهم ترن ولكن لا يرد عليها أصحابها ، وقد وقّعت (19) عائلة على بيان في هذا الشأن يؤكد أن عدة هواتف لأقاربهم المفقودين ما زالت تصدر رنينًا.
سانحة :
يقول تعالى : ” ياأيُّها النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاسْتَمِعوا لَهُ ، إنَّ الَّذين تَدْعونَ من دونِ اللهِ لَن يَخْلُقوا ذُبابًا ولَوِ اجتَمَعوا لَه ، وإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شيئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ، ضَعُفَ الطَّالِبُ والمَطْلُوبُ “.