نشرت الفاضلة أم بسام، سوسن الشاعر بتاريخ ٢ ابريل الحالي في نهاية عمودها “كلمة اخيرة ” الذي حمل عنوان ” أين الدولة” مثالا بسيطا يحتوي على لفتة جميلة من تقاليدنا و ( السنع ) وأعرافنا التي نشأنا عليها عن علاقات الإخوة داخل الأسرة واحترام الوالدين والهيبة التي كان يتمتع بها آباءنا، فقد ذكرت أنه” حين كنا صغاراً لم نكن نجرأ أنا وأخي على الشجار ووالدي في البيت، لأن “الراشدي” الذي كان سيأتي لن يكون لأحد منّا دون آخر، بل سيكون لنا نحن الاثنان، فقد كان ذلك السلوك بالنسبة للوالد عدم تقدير له وعدم احترام لوجوده… رحمك الله يا بوعبدالله ” على أن لهذا الأدب الجم تكملة يجدر بنا أن نتذكرها إطراء لسيرة الأجداد والآباء في الزمن القديم ، الذين تولوا تربيتنا من غير أن يكونوا حتى قد دخلوا مدارس أو جامعات . التكملة اللازمة تقول إنه ليس الشجار بيني وبين أخي أو أختي داخل البيت هو وحده الممنوع وإنما الأسوأ منه أن يحدث هذا الشجار بين الإخوان خارج البيت حيث يعتبره الأب نوع من ( الفشيلة) أو اتهام بالتقصير في التربية أو ( نشر الغسيل) الذي يستلزم (طراقات) وهي جمع (الراشدي) تمنعهم من التعريض بسمعة العائلة أو اتهامها بعدم حسن تربية أبنائها و( لمّهم) .
ولذلك يكون مستغربا أن تنشأ بين حين وآخر نزاعات أو مايشبه ( هوشات) بين وزارات أو مسؤولين يتقاذفون فيما بينهم اتهامات أو تبعات التقصير ويتبادلون أسباب الإخفاق هنا أو هناك أو ما شابه ذلك من أمور أحسب أنه من المفترض أنهم جميعاً يعملون داخل منظومة واحدة ومتماسكة يتطلعون فيها لتحقيق أهداف وغايات لاتخص وزارة بعينها أو مسؤول محدد ولاتتعلق بجوانب شخصية بقدر ماهي برنامج عمل يتضامنون جميعاً لتسييره ، تنسيقاً وتكاملاً ، وتحمّل مسؤولية نجاحه أو إخفاقه بعيدا عن أية حساسيات أو حسابات شخصية ليس مكانها أجهزة الدولة ومؤسساتها.
سانحة :
شبّ حريقان في فترة متقاربة ، لا يفصل بينهما سوى بضعة أيام : الحريق الأول في وزارة الإعلام . والثاني لايبعد عنه كثيرا ، هو حريق السوق الشعبي في مدينة عيسى ، لكن طغى على السطح الحديث عن الحريق الأول في حين تلاشى التطرق إلى الحريق الثاني الذي ربما تكون خسائره أكثر وأضراره أكبر مثلما لاتخلوا أسبابه من الغرابة حيث شبّ فيه حريق مماثل قبل حوالي عام واحد.