راصد

مسابقة البحرين للقرآن الكريم

قلنا ، وسنظل نكرّر وندعو إلى إعادة رسم خارطة القدوات والنجوم في مجتمعاتنا ، وأن نكسر احتكارها على مجرّد مجالات وأنشطة باهتة ، وتافهة ، صار من الواضح أن العالم في وعيه الجمعي الجديد بات يلفظها أو تناقص الاهتمام السابق بها ، واتجه إلى نجومية العلوم والتكنولوجيا وكرّس جلّ جهده لتحقيق نماذج رائدة في التنمية والصناعة واكتشاف أبطال حقيقيين ، لهم مبادرات واختراعات وسبق إنجازات لها فائدة في حياة الناس ومعاشهم ، يُشار إليها بالبنان وتركض وراءهم ( الكاميرات) ولايتسلّفونها ويدفعون أجرتها من أجل ( الشو) أو صناعة وهم .

إن السلّم المائل لأولوياتنا، والقائمة الناقصة لاهتماماتنا يجب أن تتغير ويطرأ عليها مزيد من التوجه لرعاية أنواع أخرى من الموهوبين والمبدعين غير تلك التي اعتدنا على أن الموهبة والإبداع التي تستحق التكريم إنما هي في مجالات الرياضة والغناء والتمثيل وبقية الفنون التي يروّجونها كمفهوم مغلوط وغريب لـ (الثقافة) – بينما استقرّ في أعراف الناس وتقاليدهم أنها بعيدة عن الفكر والثقافة الحقيقية – وماعدا ذلك لايستحق الإطراء ولايستأهل التكريم !!

يحزّ في النفس في أحيان كثيرة أن ترى مواهب ومخترعين ونماذج قدوات ، هي في موازين العقل والمنطق تستأهل الإطراء والإشادة بها ، بل وإقامة حفلات ومهرجانات لأجل تكريمها ، ولأجل تشجيع – خاصة – الشباب على تقليدهم والتوجه لذات سلوكهم ومثابرتهم ، فتكون المفاجأة بأن هؤلاء لم يطْرِهم أحد ، ولم يُعطوا من الاهتمام ولو جزءاً يسيراً مما يُعطى غيرهم لنجوميات زائفة أو واهية لاتمثل في موازين الإنجاز شيئاً يُذكر ، ويكون تركيز الاهتمام والأضواء عليها مدعاة للإحباط ، خاصة في أوساط الشباب الذين هم بحاجة ماسّة لإعادة رسم خريطة تشجيعهم وتنمية أفكارهم واحتضان مبادراتهم وصقل مواهبهم ودفعهم نحو الابتكار والاختراع واكتساب العلوم والمعرفة.

في هذا الصدد لايسعنا إلاّ أن نبارك للأخ العزيز مصعب عيسى البوعركي حافظ القرآن الكريم والفائز مؤخراً بالمركز الثالث في جائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم ، الذي رفع اسم مملكة البحرين عالياً من بين (107) متسابق من (57) دولة من مختلف دول العالم ، رفع الله قدْره ومنزلته مع والديه في الدنيا والآخرة . وأحسب أن مصعب وإخوانه من حفظة القرآن الكريم يحتاجون منّا إلى لفتة واهتمام أكبر ، وأن تتبناهم الدولة تشجيعاً وتكريماً واحتضاناً ، وأن يجري في هذا المجال دعم الجمعيات الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم . وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :” إنَّ مِنْ إجْلَالِ الله إكْرامَ ذي الشَّيْبَةِ المُسْلم وحاملِ القرآنِ غيْرِ الغَالي فيه والجافي عَنهُ وإكْرامَ ذِي السُّلطانِ المُقْسِطِ”.

سانحة :
أقترح على القائمين على تنظيم مسابقة البحرين للقرآن الكريم التي يرعاها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن يصاحب المسابقة برنامج ثقافي يتضمن ندوات ومحاضرات تتعلق بفضل القرآن الكريم وعلومه وما شابه . وذلك على غرار برنامج مسابقة الكويت الدولية للقرآن الكريم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s