راصد

المستنقع الوردي في قلالي

في مثل هذا الوقت – تقريباً – من العام الماضي تفاجأ أهالي قلالي بهجوم غير متوقع من أفواج من الحشرات ، غالبها من البعوض ، بصورة – ربما – لم يسبق لها مثيل ، حيث ألزمت الكثير من الأهالي إغلاق أبواب ونوافذ منازلهم تحسباً من هذه الأفواج غير المسبوقة . وبعد الشكوى والنداءات التي تم توجيهها تبين أن مصدر هذا الهجوم ومنبعها هو ( مستنقع ) على أطراف قلالي ، نتج عن عمليات دفان غير مكتملة ، تم على إثْرها سدّ حركة ماتبقى من مياه ، فأركدها وجعلها آسنة وحاضنة لأنواع شتى من الحشرات والقوارض و… إلخ . وذلك من دون أن تتخذ ، أو على الأقل يعلن لنا مجلس بلدي المحرق أو وزارة البلديات أو المجلس الأعلى للبيئة أو غيرهم من الجهات المسؤولة عن إجراءاتهم لمعاقبة صاحب – أو أصحاب – هذه المخالفة الجسيمة خاصة وأننا نعرف أن أي مواطن حينما يقوم بإجراء أي مخالفة في بناء منزله الخاص ( منزله الخاص ) فإن الجهات المسؤولة – من بلدية وكهرباء وماء ومجاري – تتعاون على إلزامه بإزالة تلك المخالفة أو تقوم هي بإزالتها وتغرّمه أو تستحصل منه قيمة هذه الغرامة.
على العموم ؛ ظلّت أزمة هذا المستنقع وأفواج حشراته مستمرة آنذاك لعدّة أسابيع من الإهمال والتلكؤ في حلها ومعالجتها حتى تدخل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله تدخلاً كريماً ، وأمر بتدارك المشكلة ، ونفض سموّه بجميل ملامسته الميدانية لواقع الناس ومشكلاتهم تقاعس وتأخر الجهات المسؤولة عن وقف زحف تلك الحشرات . وبالفعل ؛ انتهت مشكلة الحشرات وتوقف دفقها ، واستطاع الأهالي إزالة أقفال نوافذ بيوتهم حيث اطمأنوا أن الغزو غير المسبوق لتلك الحشرات قد اندحر وتراجع .
غير أن قلالي ؛ تفاجأت قبل حوالي يومين – أقل أو أكثر – أن ذاك المستنقع نفسه ، الذي لم يتم استكمال دفانه بعد أن شنّت حشراته في العام الماضي غزواً غير مسبوق على الأهالي ؛ قد عاد إلى هجماته البيئية مجدّداً ، حيث هذه المرّة قد تحوّلت مياهه إلى اللون الأحمر أو الوردي ، في ظاهرة فريدة وغريبة من نوعها ، وبدأت الروائح الكريهة تزكم المكان والآفاق ، وتشمئز لها النفوس ، وأكثر التوقعات تشير إلى أن مثل هذه البيئة العفنة والآسنة إنما هي حاضن ( ممتاز ) لأنواع شتى من الحشرات والقوارض التي تستعد مع بداية دخول فصل الصيف لهجمات قد تكون أقوى وأكثر انتشاراً مما حصل في العام الماضي . وبالتالي لايملك الأهالي إلاّ أن يستغربون حال هذا الإهمال وحال بقاء هذا المستنقع ، وحال بقاء هذه المشكلة البيئية دون علاج حاسم طوال هذه الفترة.
سانحة :
تحدث هذه المشكلة ، ومعها مشكلات أخرى تتعلق بالجانب البيئي والبلدي بينما يغصّ وينشغل أعضاء مجلس بلدي المحرق – مع كل احترامنا لشخوصهم – بمشكلاتهم وخلافاتهم الخاصة التي لاعلاقة لها إطلاقاً بما كان يريده منهم أهالي المحرق من تطوير مدينتهم و( فرجانهم ) ومعالجة قضاياهم .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s