راصد

الأولى بالإنقاذ والإغاثة

ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية بيانات وتصريحات من عدد من الحوزات والمراجع الدينية في بعض الدول ، خاصة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تتهم السلطات البحرينية بممارسة الطائفية وشن حرب على الطائفة الشيعية والقيام بالتضييق على حرياتهم وطالبت السلطات بالعدول عن مواقفها معلنين تضامنهم ودعمهم لعلماء الشيعة في مقارعتهم للظلم ، وبعضها ذهب إلى أبعد من ذلك فطالب بالإنقاذ والإغاثة وما إلى ذلك من كلام عن اضطهاد وتضييق يستغربه البحرينيون ويمجّونه باعتباره منافياً للواقع الذي يعيشه المجتمع البحريني ويصعب تصديقه على هذا النحو .
غير أن مصيبة تلك التصريحات والبيانات وعيبها الأساس أنها صادرة من علماء ومشايخ ومرجعيات يعيشون في بلد لايحارب أو يضيق على الطائفة الأخرى ( وأعني أهل السنة والجماعة ) فحسب ؛ وإنما لايعترف بوجودها أصلاً ، ولايسمح لأتباعها حتى ببناء مساجدهم أو إبراز أي مظهر يشير إلى أنهم مواطنين إيرانيين لهم حقوقهم وحريتهم في ممارسة دينهم ، ويندر – إن لم ينعدم – وجود مسجد في عاصمتهم !
هذا النفي ، وهذا التضييق والحرمان الذي يعاني منه أهل السنة والجماعة في إيران ، والذين تعدادهم في خانة الملايين لايدّعيه أتباعها أو مناصروها فقط وإنما شهِد به كثيرون زاروا إيران وتعرّفوا عن قرب وكثب على واقع أهل السنة والجماعة هناك ، ومنهم صحفي يهودي مشهور ، هو الكاتب الصهيوني “عاموس عوز ” الذي زار إيران قبل حوالي عامين مع وفد من المنظمات اليهودية العالمية وكتب تقريراً عن أهل السنة والجماعة في إيران توصل في نهايته إلى ” أن اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران “.
كتب “عاموس عوز ” في تقريره ” إن عدد السنة في طهران لوحدها مليون ونصف مسلم سني ولا يمتلكون مسجد سني واحد لهم في طهران كلها ، بينما عدد اليهود في كل إيران يقارب الـ (30) ألف يهودي لهم في طهران وحدها (12) معبداً ، كما توجد (10) مراكز لبيع لحم الكاشر المذبوح على الطريقة اليهودية في طهران ، كما يوجد أكثر من (85) معبد ” كنس” لليهود في مختلف المدن الإيرانية “.
ويقول هذا الكاتب الصهيوني “عاموس عوز” الذي أدلى بهذه الشهادة التي لاتتضمن تحاملاً ولاتجنياً بقدر ماهي ملامسة لواقع رآه على الأرض ؛ يقول – ضمن شهادته – ” في أحد أحياء طهران لفت انتباهه مجموعة من الصبية يلعبون كرة القدم في مسجد شبه مهجور ، فسأل أحد مرافقيه الإيرانيين : ما هذا المكان ؟ فقيل له هذا مسجد سلمان عبدالقادر ، وهو أحد مساجد السنة في طهران ، ويُمنع عليهم ترميمه أو حتى أداء الصلاة فيه بشكل علني ، وأن من يقوم بالصلاة فيه هم بعض العمال الهنود والأفغان بشكل غير منتظم “.
وبالتالي أي مطالبات بالإنقاذ والإغاثة ووقف الحرب الطائفية ومنع التضييق ينبغي أن تصدر من هؤلاء المرجعيات والحوزات تجاه المواقع والأراضي التي يعيشون فيها ، ولايحق لهم إصدار بيانات ومطالبات تجاه الآخرين باعتبار أنهم يعتقدون أن بلدانهم مدينة فاضلة . إننا نأمل منهم موقف واضح وصريح تجاه واقع أهل السنة والجماعة في إيران وأن يطلبوا من حكوماتهم وقف الظلم والجور الواقع عليهم من تضييق على حرياتهم وممارستهم لشعائرهم وبناء مساجد ومدارسهم و… إلخ.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s