مع أن السياحة في البحرين ملف مفتوح للخطط والاستراتيجيات على مدار سنوات وعقود سابقة ، ولديها بعض المقوّمات الطبيعية في هذا المجال ، خاصة مايتعلق بالبحار ، أو هكذا يُفترض . ومع أنه لاتكاد تهدأ التصريحات بشأن ( نجاحات ) سياحية وتطوير واهتمام بها ، وكذلك قيل أن البحرين عاصمة للسياحة العربية – وربما – العالمية . بالرغم من كل ذلك إلاّ أنه لاأحد يعرف بالضبط الأسباب التي تحول دون أن تكون البحرين بالفعل بلداً سياحياً تُشدّ إليها الرحال وتكون بؤرة استقطاب السواح من خارجها ، ناهيك عن أن تكون ملجأ ومنتجعاً لمواطنيها الذين ما أن تأتي أية عطلة رسمية ، حتى لو مدتها يوم واحد ؛ حتى تبدأ أفواج كبيرة ، ألوف مؤلفة ، من البحرينيين بالتدفق على جسر الملك فهد في عملية هي أقرب لمسمى الهروب الجماعي إلى الدمام والخبر والإحساء والكويت والدوحة ودبي يقضون في حدائق تلك المدن ومتنزهاتها وسواحلها ومجمعاتها وأسواقها أوقاتاً جميلة ، يرفهون فيها عن أنفسهم وأبنائهم ويتبضعون حاجاتهم ونواقصهم ، وكثير منهم يأخذون ( ماشلتهم ) بما فيها ( أدويتهم ) لفروق الأسعار التي تعرفونها .

وهم يفعلون ذلك غير آبهين حتى بشدّة الازدحام على الجسر التي بلغت حدّاً يستدعي أن تتدخل الجهات المسؤولة لوضع معالجة سليمة تضمن التدفق السلس ليس للمواطنين والمقيمين فحسب وإنما للحركة التجارية التي تكون من خلال الشاحنات التي بات وضع تكدّسها وتعطلها لساعات وأيام ينعكس بالسلب على الناحية الاقتصادية .

وعلى العموم يحتاج المواطنون لإيجاد سياحة حقيقية في بلدهم ، ملموسة وليست مقروءة ، يلجأون إليها في عطلهم الأسبوعية وإجازاتهم الرسمية ، وتقلّل من عمليات الهروب الجماعي إلى مدن ومناطق خليجية مجاورة ، أحسب أن أجوائها وإمكانياتها لاتختلف عنّا لولا أن سياحتنا قد آلت على نفسها أن تكون مهتمة أكثر من اللازم بأشياء أخرى ، تعرفونها ، ولايصلح المقام لذكرها .

سانحة :
عندما سقط الاتحاد السوفييتي وتفككت دوله ؛ سارعت الكثير من دول العالم للاستفادة من قدرات وإمكانيات في مجالات متنوّعة كان يملكها ذاك الاتحاد إبّان قوّته ، وركزت بعض الدول على استقطاب كفاءاته ونوابغه في مجال العلوم والطاقة النووية بالذات ، واستفادوا منهم في بناء مفاعلات نووية والبدء في امتلاك السلاح النووي . ولذلك فإن الخطوة الأخيرة بشأن إلغاء التأشيرات بين البحرين وموسكو ؛ هي خطوة موفقة إن تم استخدامها لجذب استثمارات تجارية وعلمية على ذاك النحو وليس لاستقطاب المزيد من أدوات سوق النخاسة والرذيلة .