لأسباب ما ؛ ربما تتعلق بتواضع فهمي للأرقام والرياضيات أصبحت لاأعطي بالاً لكثرة من الإحصائيات الرقمية المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة خاصة إن كانت تتحدث عن إنجازات ومشروعات وماشابه ذلك مما تمتلأ به المتون والأوراق في كثير من الأحيان طالما أنها لاتتعلق بشيء ملموس ومحسوس به على أرض الواقع ، ويراها كثيرون غيري أنها مجرّد نوع من الاستهلاك الإعلامي.
من ذلك مثلاً ؛ الأرقام التي يجري نشرها بين حين وآخر عن البطالة والتوظيف وسوق العمل ، قبل فترة بسيطة تم نشر إحصائية عن هيئة تنظيم سوق العمل تقول عن التوظيف في القطاع الخاص عام 2013م أنه : تم توظيف (80) ألف عامل أجنبي مقابل (6) آلاف بحريني أي مانسبته (%7) نصيب العمالة الوطنية من وظائف الخاص . وفي هذا الأسبوع يجري نشر إحصائية أخرى ، صادرة عن وزارة العمل تقول أنه خلال الربع الأول من العام 2014 تم توظيف (6125 ) مواطنا . بمعنى في عام 2013م كاملاً تم توظيف (6) آلاف بحريني ، وفي خلال ثلاثة شهور فقط من عام 2014م أيضاً تم توظيف (6) آلاف بحريني !! لم تنته الأرقام عند هذا الحد وإنما وزارة الصناعة نشرت تقريراً أيضاً في هذا الأسبوع قالت فيه أنها أصدرت في العام الماضي 2013م ( 332) موافقة مبدئية لمشاريع صناعية توفر أكثر من (15) ألف فرصة عمل.
إن استمرار توارد مثل هذه الإحصائيات والأرقام من دون أن تكون هنالك جهة ما – أي جهة – تراقب صحة هذه الأرقام وتتابعها وتكشف تناقضها أو مبالغتها – إن وجد – وتتأكد من مصداقيتها ، سواء ما يتعلق منها بالتوظيف والبطالة أو غيرها مما تقرأونه وتسمعونه ؛ سوف يفقدها حيويتها وأهميتها ، وبالتالي يقلّ – إن لم ينعدم – الاهتمام والتفاعل معها .
سانحة :
” تيش ابريش معلق بالعريش ” هو مثل شعبي يُروى في قصته أنه كان يوجد “ملا ” يدّعي القدرة على شفاء الناس بأن يقرأ عليهم عبارات معينة ويدون لهم أحجبه . وحدث ذات مرة أن أعطى أحد مرضاه ” تميمة ” وحملها المريض ولكن لم يشف من مرضه . وفكّ أهله الحجاب ” التميمة ” التي أعطاها إياه “الملا” فوجدوا مدونّاً فيها ” تيش ابريش معلق بالعريش ، إن طابت طابت وإلا عساها ماتطيب” . فصارت هذه العبارة مثلاً على الدجل والتظاهر بالقدرة على فعل شيء لا يستطيعه الإنسان.