راصد

عن مجمع (207) في المحرق

بحسب منطق الأشياء ؛ فإن أي مواطن حينما تتيسّر أموره ويوفقه المولى عز وجل لشراء بيت أو أرض يريد أن يجعل منها منزلاً يستقر فيه هو وأهله وأبنائه ؛ فإن بحثه سيركز في المقام الأول والأخير على أن يكون هذا المستقر العائلي في إحدى المناطق السكنية ، فهو سيدفع تحويشة عمره أو سيقترض ويستدين ما سوف يدفع أقساطه لسنين وسنين طويلة ومديدة من أجل شراء راحته في بيت ( أحلامه ) متوقعاً ( الجيرة ) الطيبة والأمان وتوفر مرافق وخدمات ومواقف سيارات وما شابهها من أمنيات يحرص غالب الناس على وجودها فيما يتمنونه لهم ولعائلاتهم.

في موروثاتنا وعاداتنا أننا نحب أن يكون في بيوتنا ( الحوش ) أو ( السطح ) يجلس فيهما أهل البيت و( ياخذون ) راحتهم ، ويخرجون عن أجواء الغرف والجدران بعضهم يتناولون حتى أكلهم أو ( يسوون ) لهم جلسات بسيطة لشرب الشاي أو حتى يمكنهم جلسة ( شواي ) وغير ذلك من أمور طبيعية ومفترضة في الفلل والبيوت المخصصة للعائلات بالمناطق السكنية .

وتبعاً لذلك فإن الدولة ممثلة في أجهزتها التنفيذية مطلوب منها أن تحافظ على تلك التصنيفات للمناطق وأن تحفظ لهؤلاء المواطنين السعة والراحة والخصوصية التي – ربما – دفعوا ماأمامهم ووراءهم لأجل الحصول عليها عندما بنوا أو اشتروا بيوتهم ، وليس من الصحيح أن يتفاجأوا بأن هنالك من يريد تغيير مناطقهم إلى مناطق تجارية أو استثمارية أو أن يسمح ببناء شاهق العمارات التي تطّل سطوحها ونوافذها على (بيوتاتهم ) فيصبحوا بعدها محبوسين داخل غرفهم ، مكشوفين في (أحواشهم) لايستطيعون حتى فتح نوافذهم ، وهم الذين كانت السماء تظلّهم أو هي سقفهم لايمكنهم القبول بمن يسدّ عليهم رحابة أفقهم وفضائهم ببعض عمارات وبنايات لم تكن في حسبانهم .

مناسبة هذا الكلام ؛ هي شكوى ورجاء يرفعه بعض أهالي المحرق ، بالذات في مجمع (207) بالقرب من مسجد شيخان الفارسي حيث يتردد أن هنالك من ينوي بناء بعض العمارات تهتك خصوصيات هذه البيوت وتحرمها مما تنعم به من راحة وسعة ورحابة داخل بيوتهم .

الأمر الهام أيضاً ؛ فتح المناطق السكنية وتغيير هويتها إلى تجارية أو استثمارية أو … إلخ يترتب عليه تداخل واكتظاظ ؛ أحسب أنه ليس في وارد المخططين وأصحاب القرار ، والأمثلة على الازدحام وشحّ المواقف وتزايد الأجانب في المحرق كثيرة إلى درجة الحيرة والاستغراب في سبب هذه التحويلات والتغييرات في تصنيفات المناطق .

أتمنى أن تتدارك بلدية المحرق ومجلسها البلدي ماتبقى من مناطق سكنية في هذه المدينة ( العريقة ) وأن تمنع التعدّي على المتبقي منها مثل مجمع (207) .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s