في البداية :
رحم الله ( نورة ) وأسكنها الفردوس الأعلى وجعلها الله فرطا لوالديها إلى جناته ، ونسأل المولى عز وجل أن يلهم والديها وجميع أهلها ومحبيها الصبر والسلوان . وليس مما يملكه المرء سوى أن يقول إنا لله وإنا إليه راجعون .
…………………………….
من المتوقع أن يبدأ مع إطلالة صيف هذا العام واقتراب شهر رمضان المبارك ؛ أن يتزامن مع هاتين المناسبتين موسم خيري لايتكرر إلاّ كل أربع سنوات تزدهر فيه أعمال الخير والبر ، تتضاعف فيه المساعدات ويجري خلاله توزيع الإعانات العينية والمادية بصورة تختلف عن كل عام حيث يظهر في هذا الموسم أشخاص – على غير المعتاد – يعلنون عطفاً وحناناً غير مسبوق على أصحاب الحاجة والعوز ويبينون أن أفئدتهم تتفطّر حزناً وشوقاً من أجل مساعدتهم رغم أنهم لم يكن في سابق الأحوال معروفاً عنهم اهتماماً بالعمل الخيري ، ولم يكن الالتفات إلى الفقراء والأيتام والأرامل بمناطقهم في وارد فكرهم وحرصهم.
صار من المعتاد في المواسم الانتخابية السابقة أن يكون ترشح البعض لأنفسهم للمجلس النيابي أو المجالس البلدية في البداية من خلال ( ترقق) قلوبهم لأحوال المساكين واكتشافهم لموهبة جديدة أو عاطفة مكنونة في أنفسهم تتعلق بحبّ الفقراء والمعوزين وقرروا أو رأوا أن يدخلوا إلى الناس ويستقطبونهم بلباس أهل الخير والإحسان ، ثم لايلبثوا أن يعلنوا ترشحههم نزولاً وامتثالاً وتلبية وانصياعاً لطلب وإلحاح أبناء منطقتهم !!
في هذا الموسم ( الكل أربع سنوات ) سيخف الضغط والطلب على الجمعيات الخيرية لأنه سيشاركها الحمْل شخصيات طارئة لكنها مفيدة إذ ستتكفل بجزء كبير من عبء هذه المساعدات ، حيث من المتوقع أن تنهال على أهالي منطقة هؤلاء المترشحين صنوفاً شتى من الإعانات و(الماشلات) ربما تبلغ مع اشتداد سخونة الانتخابات إلى حدّ الإفراط في السرف والبذخ فيها والإغداق والكرم ( الحاتمي ) حتى أن بعض الناس يتمنون أن تكون الانتخابات سنوية أو في مواسم الأعياد أو عند افتتاح المدارس ، أو أن يجعل الله كل أيامنا انتخابات في انتخابات .
على أنه ثمة مخاوف ليست بالهيّنة ، بدأ الشعور بها ، ويجري تداولها على نطاق يتسع شيئاً فشيئاً ، يرتاب أو ( يرتعب ) منها أهل هذا الموسم الخيري الطاريء ( الكل أربع سنوات ) ؛ هذا الخوف والارتياب يتعلق بأن الوعي الجمعي لدى الناس قد تغيّر وارتقى ، وأصبح لخياراتهم ولأصواتهم قيمة تفوق أن تكون محلاً للبيع والمساومة بثلاجة أو مكيف هواء أو سخان أو ما شابه ذلك مما يصعب التصديق أنه بعد كل هذه التغييرات والتطورات المحلية والإقليمية والدولية أن يبقى صوت المواطن عرضة لابتزازه بهذه المساعدات ومرهون بمثل هذه الإعانات. سانحة :
على إثر نشري مقالاً يوم الخميس الماضي عن تحفظ أهالي مجمع (207) بالمحرق على إقامة عمارات سكنية تكشف عليهم بيوتهم ؛ تلقيت اتصالاً كريماً من العضو البلدي السيدة فاطمة سلمان بينت خلاله اهتمامها بالموضوع وأنه جرى مخاطبة وزارة الإسكان ورئاسة مجلس الوزراء لإيقاف الشروع في بناء تلك العمارات ، وتأمل أن يجري الاستجابة لهذه المراسلات . وهي مناسبة لأن أشيد بعطاء واهتمام السيدة فاطمة سلمان التي أرى فيها من القلائل الذين يعملون ويتابعون وينجزون بين الناس بصمت وهدوء ، من دون ( بهرجة ) زائدة أو تمثيليات ودعايات ( سمجة ).