تظهر علينا بين حين وآخر تصريحات أو ما يشبه ( مذكرات ) من سفراء أمريكيين أو بريطانيين أو ما شابههم يتناوبون على شرح أو انتقاد سياسات زعمائهم ومواقف بلدانهم تجاه أزمة البحرين فيما يشبه تناوب أدوار أو اعترافات لا أحد يعرف قيمتها أو مناسبتها ، سواء المكانية أو الزمانية .
قبل حوالي شهر واحد من الآن – أقل أو أكثر – صرح السيد جوزيف آدم إيرلي السفير السابق للولايات المتحدة في البحرين أن ” الولايات المتحدة لم تبذل الجهود الكافية لدعم حكومة البحرين منذ أن عصفت بهامظاهرات الربيع العربي قبل ثلاث سنوات، وأن إدارة الرئيس باراك أوباما تعاملت معهذه الأزمة بطريقة غبية وقليلة التبصر” . ولم يكتف بذلك بل وجه اتهاماً أو انتقاداً لحكومته حيث قال : ” أعتقد أننا قد سلكنا مسلكًا خاطئًاتمامًا في إقامة علاقة مع المعارضة ، لقد جعلنا الأمور أكثر صعوبة ، وأعتقد أنهذا قد ساهم في إيجاد صعوبات هناك .”
ولم يمض شهر على هذا التصريح حتى خرج علينا سفير بريطاني سابق في البحرين هو السيد هارولد ووكر ينتقد التغطية الإعلامية الغربية لأحداث البحرين، ووصفها بالمنحازة والتي تفتقد المصداقية ، وحمّل البرلمانيين الإيرانيين والإعلام الإيراني مسئولية أحداث العنف، معتبراً إياهم شركاء في دعم الإرهاب بالبحرين إن إيران تتدخل في البحرين منذ مجيء الخميني إلى السلطة. كما عبر السفير البريطاني السابق عن استيائه الشديد جراء ما وصفه بالانقسامات داخل المجتمع البحريني، قائلاً إن حالة الانقسام داخل البحرين تسمح للأجندات الخارجية المشبوهة بالتسلل إلى الأراضي البحرينية، سعياً للتدخل في الشؤون الداخلية من أجل خدمة أهدافها الخاصة.
ليس ثمة اعتراض على مثل هذه التصريحات والاعترافات سوى القول أنها (Too late) لأن الأمل هو أن يستفيق السفراء والساسة الغربيين إلى مثل هذه الأمور والحقائق التي يتكلمون عنها الآن عندما يكونون في موقع القرار وليس في خريف أعمارهم .
سانحة :
إن كانت تلك التصريحات صادقة في توقيتها ومخلصة من مصدرها فإننا نطلب منهم – هذين السفيرين وغيرهم – أن يقولوا لدولهم وحكوماتهم : يجب أن تتركوا للبحرين تحديد مصيرها بنفسها من دون تدخلاتكم أنتم وسفراءكم . بمعنى : طلعوا أنتو منها .. بتنْصلح .