راصد

المحافظة على مؤسسة الزواج

إن الشاب الذي تختار الفتاة الارتباط به سيكون هو أساس حياتها الجديدة ووالد أبنائها والقيّم عليها مابقيت على قيد الحياة ، ولذا فإن قرار اختيار الزوج المناسب هو من أخطر القرارات بالنسبة لأي فتاة لأنه يحدّد مسار مستقبلها والمقبل من أيّامها ، وينقلها إلى مرحلة مختلفة يُفترض أنها تكون متواصلة معها .

في الماضي كانت الأعراف والتقاليد تجعل في الغالب حق اختيار الزوج حصراً على الوالدين أو عموم العائلة ، وكانت الفتاة ترى أن قرار اختيار زوجها ملكاً خالصاً لأسرتها لاينازعها فيه أحد ، ولاتستطيع أن ترفض مايقررونه لها . بالطبع هذا الوضع فيه مخالفة لماأقرّه الإسـلام من حق للمرأة في اختيارشــريك حياتها والرضى به ، قال رســول الله صلى الله عليه وسلم : ( لاتنكح البكر حتى تستأذن ، وإذنها صمتها ، ولاتنكح الثيّب حتى تستأمر ) .

اليوم تغيّر الأمر كثيراً ، وجرت في النهر مياه كثيرة ، فصار أمر الفتاة بيدها وتقلّص دور أهلها وعائلتها إن لم ينعدم ، فأصبحت الفتاة هي التي تختار زوجها وتفرض رضا أهلها عنه أو تحصل على موافقتهم عليه عنوة رغم مافيه من عيوب ونواقص ربما لاتُرضي والديها الذين يهمّهما بالدرجة الأولى سعادة ابنتهم وتوفيقها في مستقبلها بأن يكون زوجها على درجة من الكمال والنضج والكفاءة والملاءة مايدخل إلى نفوسهما الطمأنينية والارتياح إلى أن ابنتهم ستكون في أيْد أمينة .

اليوم كثير من الزيجات تحوّلت كياناتها إلى متاعب ومشكلات أدّت إلى كوارث تنتهي بالطلاق وضياع الأبناء وتشرذمهم ، وذلك في غالبه بسبب سوء الاختيار وانعدام التكافؤ أو الاستجابة فقط لنزوات مراهقة عاطفية غير محسوبة اعتمدت على الوسامة أو المال الوفير ، وأسهمت ثقافات وبرامج ومسلسلات وأفلام في تزكيتها وتخريب قيم الحياء والعفاف والستر دفعت في مجموعها لأن تفتقد مؤسسة الزواج معاييرها الصحيحة للبناء والتأسيس .
لغة الأرقام عن حالات الطلاق تتصاعد ، وربما وصلت إلى حدود مخيفة ، لا أريد أن أذكر بعضها حتى لايُصاب أحد بالذهول أو ( يتخرّعون ) لكنها بالفعل مؤشرات تحتاج إلى دراسات معمّقة وقبل ذلك ومعها معالجات مخلصة وحريصة على أن أمن أي مجتمع واستقراره يبدأ أولاً من مؤسسة الزواج التي تحتاج منا الكثير ، سواء على مستوى الأفراد أو مستوى الدولة .
على مستوى الدولة تتضاعف مسؤوليات مساعدة مؤسسة الزواج على تخطي ضائقتهم المالية وتوفير المأوى والسكن المناسب في وقت مبكر من بدء تأسيس هذه المؤسسة وليس عند هرمها أو في حالة أن يكونوا أجدادأ.
سانحة :
إزاء مانراه ونسمع عنه من مشكلات زوجية وحالات طلاق متزايدة أتمنى من كل فتاة ألاترتبط إلا بمن يرضى عنه الأهل ويباركونه ، وأن تستجيب لنصحهم وتبتعد عن العناد والإصرار على مخالفتهم والتمسك باختيار طائش سرعان مايؤدي إلى تعاسة وزواج فاشل يتبعه حسرات وندم كان بالإمكان تفاديها .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s