كل الاحترام والتقدير للدراسات والبحوث العلمية التي تقوم بها بعض وزارات ومؤسسات الدولة من أجل التعرّف على واقع الكثير من المشكلات أو القضايا أو الممارسات المختلفة في مجتمعنا ، وتهدف أساساً لوضع حلول ومعالجات في حال ظهور حاجة لذلك أو على الأقل معرفة أين نقف في تلك الظواهر والمشكلات .
على أن بعض نتائج تلك الدراسات ينبغي الاحتفاظ بها لدى أصحاب القرار وواضعي الخطط والاستراتيجيات فقط ، وليس لها من داع ٍ للنشر والتعميم ، وينبغي إبعادها وتجنيبها أمراض الظهور الإعلامي وحب الأضواء مماترونه من غثّ للقراء والمشاهدين بات من اللازم أن تتداعى الفعاليات الإعلامية من أجل وضع خطط لوقفه والمحافظة على مضامين وسائل الإعلام والارتقاء بها .
وتزداد الحاجة بالذات لعدم نشر نتائج تلك الدراسات حينما تتعلق بالأوضاع المعيشية التي يعرف الجميع مدى تزايد تعقدها وعدم قدرة فئات واسعة من المواطنين على تجاوز صعوباتها وشكواهم من قلة ذات اليد وقصرها عن تلبية احتياجاتهم وسدّ عازتهم . خاصة إذا جاءت نتائج مثل هذه الدراسات صادمة لواقع عموم المجتمع أو أنها تكون مستفزّة وغير متوقعة ؛ حينئذ ، وبسبب هذا النشر غير الموفق تكون محل سخرية واستهزاء ومدعاة للـ ( النكتة ) في مجالس الناس ووسائل تواصلهم .
قبل حوالي شهر – أقل أو أكثر – تم نشر دراسة جاء في عنوانها ” مؤشر السعادة يرتفع عند البحرينيين وأصبحوا ينامون أكثر ” وبالأسبوع الماضي نُشرت دراسة أخرى تتحدث عن أن البحرينيين على أعتاب الرفاهية .
بدون الدخول في تفاصيل الدراستين ، وبغض النظر عن مدى مواءمتهما للواقع ومقدار الغضب أو السخرية التي نالتهما ؛ فإن قرار نشرهما – الدراستين – وعدم تعديل بعض عناوين أو مفردات داخلها كان قراراً خاطئاً ، أفقدها قيمتها وقلل من صدقيتها وربما أساء لمصدرها .
من تابع بعض الاستهزاء والتعليقات الساخرة ، خاصة على الدراسة التي تقول أن البحرينيين على أعتاب الرفاهية ، من تابع ذلك لايملك إلاّ أن يقول : “البحرينيون صار مالهم حل “