على مايبدو أن مقال الأمس الذي حمل عنوان ” المصيبة الصحية ” قد تفاعل معه الكثير من الناس لالشيء سوى أنه لامس بشكل طبيعي إحساس الخوف من أخطار صحية من المفترض أن وزارات ومؤسسات الدولة تتكامل في تحمل مسؤولياتها تجاهها ، وليس من الصحيح أن تتساءل الجهة المعنية إزاءها وتقول : ماذا نفعل ؟!

الكلام عن (180) صاحب عمل لديهم عمال مصابون بأمراض معدية خطيرة ويرفضون تسفيرهم ، بمعنى : لاندري مجمل عدد هؤلاء العمال المرضى المعنيين ، لكن حتى لو كان عند كل صاحب عمل مجرد عامل مريض واحد فإن المجموع سيكون (180) عاملاً مصاباً بأمراض معدية يعيش بين ظهرانينا في مجتمعنا الصغير الذي ليس من المتصور وجود مثل هذا العدد ، يأكلون ويشربون ويتنقلون و( يتنفسون ) بالمشاركة معنا في كل شيء بما فيها مرافقنا ومراكز خدماتنا من دون أن تكون عندنا حالة خوف أو رعب حقيقي منهم .

لايقف الأمر عند هذا الحد فحسب ، وإنما هنالك مايقارب عشرة آلاف عامل أجنبي في رحاب مملكتنا العزيزة بدون فحص طبي !! في الواقع مهما كانت التبريرات أو ( التخريجات ) عن هذه الأرقام الكبيرة ، المنسية أو المهملة فإن لسان الحال لايستطيع إلاّ أن يقول : يامعوّد !

وبالتالي ، في ظل وجود هذه الأعداد المريضة والرافضة للفحص ؛ فإن أي كلام عن إجراءات واحترازات عن أمراض وأوبئة تصبح عديمة الأثر ، ولاداعي أصلاً لذكرها ومحاولة طمأنة المواطنين والمقيمين إلى أن احتياطاتنا عن انتشار أو تسرّب مرض وبائي ومعدي مثل ( الكورونا ) أو غيره هي عال العال ، وأننا محصنين ضدها ، وأنه لاسبيل لها علينا .. كل هذه التصريحات – مع احترامنا وتقديرنا لها – لاقيمة لها طالما أن هنالك (180) رجل أعمال لديهم عمال مصابون بأمراض معدية خطيرة ويرفضون تسفيرهم ، وأنه يوجد (10) آلاف حالة يرفض أصحاب العمل إحالتهم إلى الكشف الطبي “.

سانحة :

يُقال أن كلمة ” يامعوّد ” أصلها عراقية ومعناها : رجاء .. هل عندك أدلة . لكن ذهب استخدامها عند أهل الخليج عموماً وإخواننا الكويتيين خصوصاً للاستنكار المبطّن بنوع من الاستهزاء عند سماع بعض الأخبار أو معلومات كاذبة أو تحمل كثيراً من المبالغة ، وبمعنى آخر أنه حينما يقول أحدهم سالفة مالها معنى أو فيها زيادة كبيرة يصعب تصديقها ؛ يُقال له : يا معوّد !!