راصد

مفاجأة إخلاء مباني الجامعة

يُقال والعهدة على الراوي أو الرواة في جامعة البحرين ، وهم أساتذة وموظفين وطلبة ، أنهم أدوا امتحاناتهم وباشروا أعمالهم يوم الخميس الماضي ، وقاموا بالدوام في مكاتبهم ومبانيهم الأكاديمية بشكل طبيعي ، وبحسب المعتاد تماماً من دون أن يعلموا أو يخطر على بالهم أنهم على موعد مع مفاجأة في صباح اليوم التالي للدوام – بعد الإجازة الأسبوعية – وهو يوم الأحد تمنعهم من دخول مكاتبهم ويجدوا أنفسهم آنذاك ممنوعين من الاقتراب منها إلاّ لأخذ أغراضهم وحاجاتهم ومغادرتها فوراً وحالاً . ومن دون أن تتوفر لهم أماكن وخيارات بديلة غير المجهول .

قيل أن السبب في هذه المفاجأة هو قرار اتخذه مجلس أمناء الجامعة بإخلاء خمسة مبانٍ أكاديمية ارتأت وزارة الأشغال – بحسب بيانها المنشور أمس – بعد فحصها فنياً أنها قديمة وغير آمنة للاستخدام في حال عدم صيانتها أو إعادة تأهيلها بشكل عاجل ، وبينت وزارة الأشغال في تقريرها الفني أنه بسبب التعقيد والكلفة العالية لصيانة المباني القديمة وإعادة تأهيلها فإنها تعتقد بأن الجدوى الاقتصادية من إزالة المباني وإعادة إنشائها أفضل في المستقبل البعيد لزيادة العمر الافتراضي لتلك المباني .

من تفاجأ بإغلاق مبانيهم ومكاتبهم في صباح يوم الأحد ، سواء من الأساتذة أو الموظفين أو الطلبة ، ومن قرأ بيان وزارة الأشغال أمس يتوقع أن عملية الفحص الفني وقرار مجلس أمناء الجامعة بإخلاء المباني الخمسة قد تمت بشكل عاجل في – ( الويكند ) – يومي الجمعة والسبت ، وأنهم اكتشفوا بصورة مفاجئة خلال هذين اليومين فقط قدِم المباني وأنها آيلة للسقوط ، ولذلك اجتمع مجلس الأمناء في ( الويكند ) أيضاً وقرروا على الفور إخلاء تلك المباني خوفاً على السلامة العامة وحفظاً لأرواح الأساتذة والموظفين والطلبة ، وأنه بسبب هذه الحالة الطارئة والمفاجئة والمستعجلة لم يتمكنوا من توفير الأماكن البديلة ، بل أنهم لشدّة الخوف والارتباك والسرعة نسوا حتى إخطار هؤلاء الأساتذة والموظفين والطلبة وإبلاغهم بذلك خاصة وأنهم لازالوا في موسم الامتحانات النهائية ، وتركوهم يكتشفون الأمر لوحدهم ، ويتفاجأوا بهذه التدابير العاجلة على أرض الواقع ، بأنفسهم عندما يأتون لدوامهم في صباح يوم الأحد !!

على أن الغريب في الأمر ؛ هو أن بيان وزارة الأشغال المنشور في الصحف يوم أمس ذكر بالنص : أنهم أرسلوا تقريرهم الفني عن تلك المباني إلى المختصين في الجامعة بتاريخ 25 مايو 2014م !! أي قبل حوالي (20) يوماً . بمعنى أن الموضوع برمته لم يحدث في يومين ، في ( الويكند ) وأنه كان بالإمكان لمجلس الأمناء أو إدارة الجامعة خلال تلك الـ (20) يوماً أن يتداركوا عنصر المفاجأة ويتدبروا أماكن بديلة أو على الأقل يقدّروا الأساتذة والموظفين فيخطروهم بالإخلاء ويبلغوهم بالأمر ، فذلك أدعى لبيان الاحترام لمكانة منسوبي الجامعة ومنزلتهم العلمية التي يصعب تفسير معاملتهم ومفاجئتهم على هذا النحو بينما كان هناك متسعاً من الوقت – (20) يوماً -لترتيب البدائل والإخطار والإبلاغ بدلاً من صبيحة يوم الأحد . حتى أن أحد منسوبي الجامعة من شدة استيائه من مفاجئتهم صباح يوم الدوام بإخلاء مبانيهم ومنعهم من دخولها ؛ يقول هناك اختراع من باب الاحترام على الأقل ، اسمه ( مسجات ) واختراع آخر اسمه ( إيميلات ) !

سانحة :
على إثر الأخبار التي تم نشرها أمس عن إخلاء خمسة مباني أكاديمية في جامعة البحرين ؛ يتساءل البعض عن مدى صحة أنباء متداولة عن تحويل ملكية هذه المباني إلى بوليتكنك البحرين !

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s