راصد

العلماء في مقارعة الانجليز

 

هو الجزء الثاني من عنوان كتاب صدر في عام 2004 م لمؤلفه الشيخ علي أحمدي، وهو من علماء الحوزة العلمية في مدينة قم وأستاذ المركز البحثي للإمام الباقر عليه السلام.وقام بنشره المركز الوثائقي للثورة الإسلامية الإيرانية . الكتاب الذي صدر باللغة الفارسية يتكون من(236) صفحة موزعة على خمسة فصول تناولت في مجملها نموذجاً واحداً من هؤلاء العلماء الذين وقفوا ضد الانجليز وقاموا بمقارعتهم والتصدي لهم . النموذج المعني هو آية الله الشيخ محمد الخالصي حيث كان اسمه هو الجزء الأول من عنوان هذا الكتاب .

كتاب ” الشيخ محمد الخالصي؛ العلماء في مقارعة الانجليز” يحكي سيرة هذا العالم المرجعية من مولده حتى وفاته ، ويتطرق إلى جوانب نشأته وتعليمه وجميع المحطات الهامة في حياته ، على أن أساس هذا الكتاب هو ما جاء في فصله الأول عن جهاده ضد المستعمرين البريطانيين وتصديه لهجومهم على العراق عام 1914م ودوره في مقارعة الغزاة الانجليز ، فهو صاحب فتوى الجهاد ضدهم ، بل يُذكر للعلامة الخالصي أنه صاحب الخطاب الشهير الذي ألقاه في 21 يونيو 1920 في صحن العباس في مدينة كربلاء أمام حشد كبير من العلماء وشيوخ العشائر العراقية وأعلن فيه مقارعة الانجليز والجهاد ضد غزوهم وهجومهم على بلده .

الشيخ الخالصي نزل بنفسه في سوح الجهاد وشارك في جبهات القتال ، فهو يرى أن الأوطان يجب أن تُصان ضد الاحتلال ، وأن يتصدى العلماء قبل غيرهم لأي نوع من الغزو والتدمير لمكتسبات الأوطان ، لافرق في ذلك بين هجوم واحتلال انجليزي أو غيره . كان هذا موقف العلماء الشيعة وأحد أهم مرجعياتهم العلمية ( الشيخ الخالصي ) قبل حوالي مائة عام من الآن ، وهو موقف مشرف سجله التاريخ ، وسيظل يطريه الناس كلما ألمّ بالأمة العربية والإسلامية طاريء الغزو والاحتلال ، باعتباره الموقف الشرعي السوي ، سواء للسنة أو الشيعة . تلك المواقف تلهب الحماس وتزيل الإحباط وتثبت مواقف المقاومة إزاء الغزاة والمحتلين . ولا يمكن أن يبقى في الذاكرة البيضاء المشرفة للتاريخ أية فتاوى ومواقف بشأن احتلال الأوطان ، تجيزه أو تمنع قتاله والجهاد ضده أو تطلب الحياد مثلما حدث في العراق ذاته في عام 2003م عندما رحبت مرجعياته بـقدوم ( الكوبوي ) الأمريكي ونأت بنفسهاعن اتخاذ ذات موقف الشيخ محمد الخالصي قبل ما يقارب مائة عام ، عندما غزا الانجليز العراق .

على أن الأغرب أكثر وأكثر ؛ هو أن مرجعيات الحياد وعدم مقاومة المحتل الأمريكي ومنع قتاله هي ذاتها اليوم تصدر الفتاوى وتحشد المتطوعين من العراقيين لقتال إخوانهم العراقيين الذين ثاروا ضد ذبحهم وإقصائهم وتهميشهم وقمعهم وتعذيبهم والاعتداء على ممتلكاتهم وأعراضهم ، بل وصارت – هذه المرجعيات – الآن تتصدّر المشهد القتالي وترتدي حتى الزي العسكري وهي التي لاذت بالصمت أو الحياد أمام المحتل الأمريكي في مشهد فضائحي يصعب تبريره إلاّ لمن ارتضى استهبال عقله !!

سانحة :

في أدبياتنا وإعلامنا المنهزم والمتخاذل هذه الأيام تسميات ومصطلحات غريبة ومتناقضة ، مثل : إذا تحدث عالم وشيخ سنّي عن الاحتلال والثورات قالوا عنه ( محرّض ) واتهموه بالتدخل في السياسية ، وإذا تحدّث في ذات الموضوع شيخ وعالم شيعي قالوا ( مرجعيات دينية ) ! وإذا كان المقاتلون من السنة وُصفوا بأنهم ( إرهابيين ) أما إن كانوا من غيرهم فيُقال عنهم ( متطوعين ) حتى لو كانوا من الحرس الثوري أو من فيلق بدر أو غيره من الفيالق التي تجوب في العراق وسوريا من دون أن يجرأ أحد على نعتهم بالإرهابيين حتى لو كانت جرائمهم ومذابحهم أشدّ وأنكى من ( داعش ) ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s