راصد

فروع الخدمات

ستظل مسائل تبسيط الإجراءات وتسهيل تخليص المعاملات والقضاء على البيروقراطية وتعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة ؛ حاضرة على الدوام باعتبارها حجر الزاوية اليوم في أي معاملات حكومية يجري إزاءها تنفيذ توجيهات القيادة العليا بتسريع وتقليص أوقات وإجراءات الانتهاء منها تماشياً مع التقدّم الحاصل في العالم في هذا المجال حيث غالب المعاملات والأوراق الحكومية تُخلص إلكترونيا وعن طريق التطبيقات الذكية .

وإلى أن يتحقق ذلك فإن الازدحام في الجهات والوزارات خاصة الخدمية سيتضاعف ، طوابير وأرقام ، ومواقف سيارات مزدحمة ، ومناضد ومكاتب تغصّ بالأشخاص و… إلخ ، أغلب الشوارع المؤدية لوزارات ومؤسسات الخدمات مزدحمة طوال النهار ، كلها وقت ذروة ، لافرق بين بداية الدوام ونهايته . وبالطبع مواقف السيارات أمام هذه الجهات مأساة أخرى تفوق الوصف !

وهنا لابد لنا من توجيه الشكر للجهات التي قررت فتح فروع في عدة أماكن لتخليص معاملات المواطنين والمقيمين وتخفيف الضغط على مواقعها الرئيسية ، وهي خطوة ناجحة وتستحق التقدير والتشجيع ، على الأقل إلى حين استكمال منظومة التخليص والإنجاز الإلكتروني .

على أن فتح مثل هذه الفروع الخدمية – ربما – يحتاج إلى دعم فني وبشري حتى تؤدي الغرض من فتحها وألا يكون تخليص المعاملة في المقر الرئيسي أسرع وأسهل من تخليصها في الفرع . فمن خلال تجربة شخصية – لاتنقص تقديرنا لرجال المرور والقائمين على إدارة المرور – تعرضت لحادث مروري بسيط مساء أمس الأول في سوق المحرق ، ورغم تواجد رجال المرور في الموقع إلاّ أنهم وجهوني لتخليص تقرير الحادث في مجمع الخدمات الأمنية بالمحرق مع أن العملية قد لاتحتاج إلاّ لبضع دقائق فقط . وبالفعل ذهبت هناك في مكتب المرور بهذا المجمع حيث وجدت موظفا واحدا فقط أنهى – مشكورا- تقرير الحادث وقمت بالتوقيع عليه لكنه طلب مني استلامه في اليوم التالي لأن دوام استلام مبالغ التقارير حتى التاسعة مساء فقط !  علماً بأن الساعة التاسعة في ليل رمضان لاتختلف عن نهاره ، إن لم تكن الحاجة أكثر حيث الازدحام والحركة المرورية الكثيفة جداً في المحرق .

على العموم راجعت ذات المكتب المروري في اليوم التالي فتفاجأت أنه أيضاً موظف واحد ، هو من ينادي على أرقام المنتظرين ويستقبلهم ويعاين حوادثهم ويكتب تقاريرهم ويستلم رسومهم . ساعة ونصف كانت هي مدة انتظاري حينذاك حتى استلمت تقرير جاهز وموقع عليه في اليوم السابق . في اعتقادي أن فتح فرع خدماتي في أي مكان لغرض التخفيف والتسهيل ـ يجب أن تتوفر فيه غالب – إن لم يكن جميع – الخدمات المقدمة في المقر الرئيسي ، كما يجب أن يسانده عدةّ موظفين وليس موظفاً واحداً ، خاصة إن كان هذا الفرع في مدينة بحجم المحرق ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s