نافذة الجمعة

الطفل الشهيد محمد أبوخضير

ثلاثة مستوطنين يهود مدججين بالسلاح – والمستوطن بحسب التصنيفات والتعريفات الدولية هو محتل لأرض الغير – يُقال أنه تم اختطافهم حينما كانوا يجوبون قبل حوالي ثلاثة أسابيع بعض أحياء مدينة الخليل الفلسطينية . على الفور اشتغلت مكائن الإعلام والسياسة ضد الفلسطينيين ، وبالذات حركة حماس ، تهم وأوصاف العمل الإرهابي لم تكد تغادر وصف هذه العملية الغامضة التي لم يجر الإعلان عن تبنيها من أية جهة في سابقة تثير الشكوك في صحة عملية الاختطاف .

الرد الصهيوني على ما أسموه عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة كان قاسياً ، وظهر كما كان قد جرى التخطيط له مسبقاً حيث تم اعتقال أو – للدقة – اختطاف أكثر من (600) فلسطيني غالبهم من قيادات حماس في الضفة الغربية ناهيك عن القصف الذي لم يهدأ لقطاع غزة المحاصر . بعد اكتشاف  جثث المستوطنين الثلاثة مؤخرا قفزت إلى السطح ردود أفعال كبرى وشبه هياج أصاب العالم ، شرقه وغربه ، جراء اكتشاف هذه الجثث ، فزعة تحركات الإدانة والبيانات والاتصالات والتعاطفات التي خرجت من كل صوب وحدب ، ومنها حتى في عالمنا العربي والإسلامي ، كلها تدين هذا العمل وتضعه في خانة الإرهاب وتستنكره بالرغم من ظروفه الغامضة وعدم وجود أي دليل على اختطافهم وكيفية قتلهم وهوية خاطفيهم !!

لم يستغرق الأمر طويلاً حتى صحا ذات هذا العالم على وقع جريمة فظيعة ومذهلة ، طفل فلسطيني اسمه محمد أبو خضير اختطفه من أمام منزله مستوطنون يهود ، قاموا بتعذيبه وقتله والتمثيل بجثته ثم حرقه ورميه ، القتلة صوروا أجزءا كبيرة من جريمتهم ، وظهروا في تلك الصور بهوياتهم وشخوصهم ومعهم ضحيتهم الشهيد محمد أبو خضير .

رغم قساوة هذا المشهد وفداحة الجريمة إلاّ أن ردود الأفعال التي صدرت على استحياء من هنا أو هناك لم تقل أن هذا عمل إرهابي !! على اعتبار أن تهمة الإرهاب صارت ( ماركة ) مسجلة على وجه الحصر والقصر على المسلمين ، أما غير المسلمين ، سواء يهود أو أمريكان أو … إلخ ، فإنهم مبرأون من الإرهاب حتى لو كانت جرائمهم أفظع وأوضح في مدى إرهابيتها . ويحدث ذلك لالشيء سوى أن الدماء والأشلاء التي تسقط في بلاد المسلمين صارت بلا قيمة ولاتستحق أن يكون لها بواكي رغم الفرق في الفداحة والبشاعة ، ورغم أنه لا مجال لمقارنة فظاعتها ومقدار الجرم فيها ، وإلا مالفرق بين اختطاف ومقتل المستوطنين المسلحين الثلاثة – إن صحّت القصة – وبين اختطاف طفل بريء وتعذيبه وقتله وحرق جثته .

سانحة :

بعد انتهاء غزوة أحد ،  مرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر بالمدينة المنورة ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، ثم كلّما مرّ على أحد رآهم يبكون قتيلهم ؛ فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال : (ولكن حمزة لا بواكي له)  وكان يقصد صلى الله عليه وسلّم عمّه حمزة بن عبدالمطلب الذي قُتل ضمن القتلى في هذه الغزوة ومُثّل بجثته لكن لم يبكيه أحد كما الآخرين . رحم الله الشهيد الطفل محمد أبوخضير ، فقد اختطفه المجرمون اليهود من أمام منزله بينما كان ذاهباً لصلاة الفجر وعذبوه وقتلوه وأحرقوا جثته ، فلم يبكه أحد ولم يفزع له أحد ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s