الازدواجية حالة نفسية تتعدد أسباب نشوئها ، البعض يعزيها إلى حالة مرضية وآخرون ينسبونها إلى ظروف مجتمعية وبيئية . ولكن أسوأ أنواع الازدواجية حينما تتعلق بالناحية السياسية حيث تتبدل المعايير وتتحول المواقف ويصبح ( التوهان ) بالنسبة للجماهير أمراً مقلقاً ومحيراً . من ذلك – على سبيل المثال – كثرة انتقاد المسؤولين والسياسيين للدور الأمريكي في أحداث البحرين واتهام الأمريكان بالتدخل السافر وغير المقبول في الشأن الداخلي ، بل يحدث أحياناً نوع من التعبئة العامة ضد هذا الدور المشؤوم ومؤامراته وتدريباته وسفرائه وانحيازه ضدنا وماشابه ذلك من أمور يعتقد المواطن – بحسب العقل والمنطق – إننا في حالة عداء معهم ، ولاتوجد محطات التقاء معهم ، هكذا يُفترض لولا أن الواقع على الأرض يظهر حالة ازدواج غريبة تصل إلى حد تواجد مسؤولين أمريكيين – مدنيين أو عسكريين – حتى في مجالسنا الرمضانية !!
مردود التأشيرات :
كلما تم الإعلان عن فتح مجال تأشيرات الدخول للمزيد من بلدان العالم وتقديم تسهيلات مختلفة ومتنوعة ؛ أترقب مع هذا الإعلان أن يخرج علينا من يحاول أن يقنعنا بالجدوى الاقتصادية لهذا المزيد من الانفتاح في ظل أن غالب الدول تتشدد في منح التأشيرات ، وبالطبع بعض الدول لكي تحصل على تأشيراتهم ( تتمرمط ) . الجدية التي أعنيها يجب أن تتضمن أرقام وإحصائيات وليست عبارات إنشائية أو يظهر من يقول أن لها عوائد غير مباشرة . كل الخوف أن هذه التسهيلات في مجال التأشيرات إنما تدخل لاعتبارات تتعلق بالسياحة التي تعرفونها ، سياحة الرذيلة والنخاسة ، وليس لها أي مردود اقتصادي سوى على بضعة من المتنفذين . ولذلك أي تسهيلات في التأشيرات لأي دولة لابد وأن تكون المعاملة بالمثل ، ولها عوائد وجدوى حقيقية .
بيع الهواء :
توجيه صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر للوزراء والمسؤولين بالزيارات الميدانية والتواصل مع المواطنين أمر محمود ومطلوب لكن الأجمل منه هو مايترتب على هذه الزيارات واللقاءات التي ينبغي ألا تكون هدفاً في ذاتها بقدر ما ينبغي أن تتوجه لمعالجات وحل مشكلات أو تدارك أخطاء . فالناس لاتحتاج إلى من يأتيها ويلتقيها ليصور معها ثم تكتشف أنه كان يبيع عليها هواء ، مجرد هواء .
فزعة الفصل :
الفزعة التي يقوم بها البعض هذه الأيام بشأن فصل الدين عن السياسة أو عزل المنبر الديني عن الحياة السياسية أو ما إلى ذلك من دعوات نتمنى ألا ينتهي بها الحال ، مثلما يقولون ” أبوي مايقدر إلاّ على أمي ” .
سانحة :
رحم الله الشرطي الشهيد محمود فريد فقد اغتالته يد الغدر في الشهر الفضيل ، نسأل المولى عز وجل أن يتغمده في منازل الشهداء ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وأن يحفظ بلادنا من مكر الليل والنهار .