راصد

قصف مركز الوفاء

يقع هذا المركز في مدينة هي من أجمل مدن الساحل الفلسطيني وأعرقها ، هي في الركن الجنوبي من فلسطين ، وتُعدّ جغرافياً بحكم موقعها الجغرافي بوابة اسيا ومدخل افريقيا ، إنها مدينة غزة ، واشتهرت بـ ( غزة هاشم ) نسبة إلى مدفن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزة بفلسطين. وهذه المدينة اليوم تدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنها أصبحت بعد كل هذا العداء التاريخي بين المسلمين والمحتل الصهيوني ؛ المدينة الوحيدة التي باتت تقصف ( تل أبيب ) عاصمة الكيان الغاصب وتقاوم احتلاله وطغيانه .
مركز الوفاء : يكاد يكون هو الوحيد من نوعه في هذه المدينة العزيزة ، حمل على عاتقه رسالة الوفاء للمسن الفلسطيني والمحافظة على كرامته ورفع مستوى معيشته بالتعاون مع المجتمع المحلي والمؤسسات الخيرية المعنية في ظل فقر وعوز – ربما لامثيل له – والأسوأ أنه في ظل حصار خانق وظالم امتد لما يقارب العقد من الزمان.
الفئة المستهدفة في هذا المركز هم المسنون فوق الستين عاماً من الجنسين وليس لهم أبناء ذكور، ويعانون من ظروف مادية صعبة حيث استطاع – رغم قلة إمكانياته – احتضان ورعاية (254) مسن ومسنة وحمايتهم من التشرد والضياع ، تولى رعايتهم وإيوائهم وتقديم العلاج المناسب لهم . ومهما بينا الحالة الإنسانية للمقيمين في هذا المركز فإنه قد تعجز الأحبار عن وصفها بالنظر إلى الحالة العامة لأهالي قطاع غزة الذين يعانون من محاصرتهم برا وبحرا وجوا وتركهم في فقر مدقع في كل نواحي حياتهم .
هؤلاء المسنين الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً ، ويؤويهم هذا المركز كانوا على موعد أمس الأول مع مجرم حرب استباح الدماء واستحلّ المحرّمات ، حيث شنّ عدد من الغارات الآثمة كانت إحداها على هذا المركز الإنساني ، مركز الوفاء للمسنين ، تناثرت دماء وأشلاء الكثيرين من نزلائه واختلطت أنقاض جزء كبير منه مع أشلائهم وكراسيهم المتحركة في منظر لم يحرك في هذا العالم ساكناً أو جزءا من ضميره الإنساني خاصة أولئك الذين (فزعوا) لأسر ومقتل الجنود اليهود الثلاثة قبل بضعة أسابيع.
آلة الفتك والدمار الصهيونية لم تعد تفرق بين عسكريين ومدنيين ، ولم تعد تأبه حتى لدور العجزة والمسنين ، ترسل غضبها وتطفيء نيران ثاراتها وأحزانها وتنتقم لـ ( لدوس ) كرامتها حتى من أولئك المسنين الذين قضوا نحبهم في هذا القصف الماجن والآثم تحت صمت وتخاذل وتواطيء العالم بأجمعه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s