راصد

المفاصل المزعومة(2-2)

على العموم ، مضت تلك الفترة لنكتشف بعد عام واحد ، بالضبط في عام 2011م أن الفكرتين ، الأولى ( الاستقلالية ) والثانية ( المفاصل ) ، كانتا مجرّد أوهام تم تسويقها علينا في غفلة من الزمن ؛ أعرف أن كثيرين – سواء من الذين صدّقوهما أو حتى العاملين في ( ماكينة ) نشرهما – قد تحسّفوا على سطحيتهما ، ولا أقول سذاجتهما.

أحداث عام 2011م بينت أن الآخرين – بصدد الفكرة الأولى – قد استغلّوا طاقات ناسهم ، وبالذات الشباب منهم في عمل جماعي وإطار منظم بسطوا نفوذهم على كامل أو معظم مؤسسات المجتمع المدني ، واكتشفنا أن اتحادات وأندية ونقابات وجمعيات كانت لهم اليد الوحيدة أو الطولى والكبرى فيها ، تم استغلالها وتجييرها مثلما رأيتم ، ولها أنشطة إعلامية وحقوقية تعدّت الداخل وتملّكت أنشطتها حتى الخارج ، وذلك بصورة أخجلتنا من غيابنا مثلما أخجلت وأحرجت الدولة عن تقصيرها في المجال الإعلامي والدبلوماسي الخارجي.

أما الفكرة الثانية ( سالفة ) مفاصل الدولة ؛ فإن أحداث عام 2011م قد فضحتها وعرّتها حيث اكتشفنا أن مرافق كثيرة كادت أن تكون مخطوفة بالفعل ، لولا لطف الله بنا ، فأما الصحة فقد تم احتلال مجمع السلمانية الطبي ، وهو المرفق الصحي الأكبر والوحيد في مكانته ! وأما التعليم ( هي أكبر اتهام يوجه للإسلاميين السنة بالسيطرة عليه ) فقد تم الإضراب فيه وشلّ حركته وكادت أن تتوقف عجلته لولا مئات – وربما آلاف – المتطوعين الذين هبّوا لنجدته وتسييره ، وكان غالبهم من المكوّن الرئيسي للمجتمع ، وغالبهم من الحاصلين على البكالوريوس وربما الماجستير و(قاعدين) عاطلين في بيوتهم لم تستطع المفاصل المزعومة للدولة أو لوزارة التربية توظيفهم ، ولم تستوعبهم المشروعات الوطنية لتوظيف العاطلين والقضاء على البطالة ! وقد أحسن كبير البيت البحريني صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر بثاقب نظرته وحكمته حينما ثبتهم فيما تطوعوا لأجل إنقاذ البلد ، تكريماً وعرفاناً لهم .

وأما بابكو ، التي تملك شريان اقتصاد البلد وتدير أكبر مورد للدخل القومي البحريني ؛ فقد تابعنا مسألتها ، ولم تستطع المفاصل (المزعومة) تشغيل مصفاتها آنذاك. أمثلة أحداث عام 2011م على (سالفة ) الفكرتين المتعلقتين بالاستقلالية ومفاصل الدولة كثيرة ، وأسكتت الكثيرين ، بل صدمتهم وأخرستهم خاصة أولئك الذين اشتغلوا في ( ماكينتها ) قبل عام2011م حتى أني لقيت صاحبي ذاك ، ينادي على عكس دعواته السابقة التي لم يمض عليها سوى سنة ، وسألته : هل اكتشفت أين موجودة مفاصل الدولة الآن؟ فضحك .

اليوم بعد هذا الصمت والمفاجآت ؛ بدأ العاملون في تلك ( المكائن ) تسخينها تمهيداً لعودة تشغيلها، ربما بسبب تغييرات قادمة أو لمناسبة اقتراب الاستحقاق الانتخابي أو لأسباب أخرى أعتقد أن أحداث عام 2011م ربما لاتسمح بإعادة تسذيج الوعي العام مرة أخرى وأن الناس بدأت تعرف قيمة أصواتها وتدرك أكثر مقدار حريتها في اختيار من تراه مناسباً ، سواء من الجمعيات أو من المستقلين ، من غير ضغط أو تشويه أو تحشيد أو استخدام واستغلال حاجة ما .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s