راصد

برنامج جامع الرحمة !!

اعتاد أهالي جامع الرحمة بالمحرق على برنامج رمضاني مضى عليه عقد من الزمان – أقل أو أكثر- يحرص أهل هذا المسجد على تنظيمه لإحياء ليالي الشهر الفضيل بالمحاضرات والدروس واستقدام مشايخ من القراء الكرام ، سواء لأداء صلاة التراويح أو القيام . وربما كان هذا الجامع هو من أوائل مساجد البحرين الذين حرصوا على أن يكون شهر رمضان المبارك فرصة مناسبة لإقامة برامج حافلة بالدروس والمسابقات وتنوّع القراءات والتلاوات .

وأهل المحرق يعرفون لهذا الجامع سبقه ومكانته وكيفية إحيائه ليالي هذا الشهر الكريم وخاصة في العشر الأواخر منه حيث تتكثف فيه البرامج ويتم إحياء  القيام وسنة الاعتكاف فيه ، وكان الجامع في تلك الليالي المباركة يغصّ بالمصلين الذين يتوافدون على برنامجه – ليس من المحرق فحسب وإنما من كثير من المناطق الأخرى – حتى أنه لايكاد يسعهم ويتم تجهيز مساحة خارج الجامع لاستيعاب تلك الأعداد .

بل إن أهل جامع الرحمة هم من يتكفلون من خالص أموالهم بتنظيم هذه البرامج ، بدءاً من استضافة المشايخ والعلماء وانتهاء بتوفير وجبات السحور للمصلين والمعتكفين ، فبعضهم أهل خير وإحسان دعموا هذا البرنامج الرمضاني لمسجدهم وتنافسوا وحرصوا على إعماره بالمصلين والذاكرين والقائمين الليل والمعتكفين ، ابتغاء لوجه الله ومرضاته ، في شهر تتضاعف فيه الأعمال والأجور.

على المستوى الشخصي ؛ أحرص سنوياً مع أبنائي أن نصلّي ونحضر في هذا البرنامج ، في بعض لياليه ، لاسيما بالعشر الأواخر ، غير أنني تفاجأت قبل بضعة أيام أن هذا الجامع العتيد ، وصاحب السبق في برامج الإحياء ؛ هو في هذا العام بدون برنامجه الرمضاني السنوي المعتاد ، لأسباب لايزال المنظمون والقائمون على البرنامج يجهلونها ، فقد تقدّموا لإدارة الأوقاف السنية – كعادتهم – قبل حوالي شهرين من رمضان المعظم ببرنامجهم بغية الموافقة عليه ، لكن لم يتم الرد عليهم حتى تاريخه  ، سواء بالرفض أو طلب التعديل أو أي شيء آخر !! جاءتهم بعض الردود (الشفهية ) التي تتقاذف الرفض بين الأوقاف وإمام المسجد الذي بدوره أعلن للمصلين بأنه لادخل له في ذلك إطلاقاً !!

من المؤسف أن نقول أنه كان الأولى بالأوقاف السنية أن تحرص على استمرار إحياء هذا البرنامج الرمضاني ، بل وتساهم في تحمّل تكلفته ، وأن تمنع توقفه وحرمان أهل المسجد وغيرهم من الاستفادة منه ، وأن تكون ( محضر ) ومفتاحاً للخير وشريكاً فاعلاً في تنفيذ البرنامج وعوناً على تطويره وبقائه واستمراريته والتوسع فيه – وهو الذي مضى عليه كل هذه السنين –  وقبل ذلك أن يكون هنالك رد رسمي مكتوب على طلب الموافقة فذلك من متطلبات الاحترام في التعامل مع مقدّمي الطلب – أي طلب – بدلاً من سفههم في أمر يتطوّعون لأجله من جهدهم وأموالهم ، وفيه خير للمصلين والصائمين .

يقول أحد المنظمين ، بذلنا محاولات وأجرينا اتصالات كثيرة لكن يبدوا أن قراراً بوقف البرنامج الرمضاني السنوي لجامعنا قد سبق اتخاذه لأسباب لانعلمها . على العموم نتمنى – مثلما سبق لنا القول – أن على الجهات المسؤولة عن إدارة الجوامع والمساجد ، وفي ظل عدم وجود قانون للأوقاف وعدم وجود لوائح تنظيمية مكتوبة ومعلنة يمكن الاحتكام والرجوع إليهما في هذه المسألة وغيرها ، وفي ظل تعدد الجهات المسؤولة عن بيوت الله وتوزعها مابين إدارة الأوقاف وإدارة الشؤون الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، في ظل كل ذلك ، يكون على من يتولى أمر إدارة هذه المساجد والجوامع وتسيير أمورها التحلّي بالحكمة التي تجمع الكلمة وترصّ الصفوف وتوحدها وتضيّق الشقوق وتبعد ( التعسّف ) في التعامل مع من يختلفون في توجهاتهم معها ، فلم يعد الزمان أو المكان ولاحتى المزاج العام يحتمل مثل هذه الأمور .

سانحة :

التقيت مع أحد الأصدقاء ، وهم من ( جيران ) جامع الرحمة ، فقلت له ( مازحاً ) عن وقف البرنامج الرمضاني السنوي لجامعهم : أشلون هذه السنة مسجدكم ( ناشف ) لاقرّاء ولادروس  . فرد علي متحسراً بقوله : حسبنا الله ونعم الوكيل .

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s