في صباح يوم الأثنين الماضي حيث عيد الفطر المبارك ، تحامل بعض أطفال غزة على أنفسهم ، وحاولوا أن يتغلبوا على أحزانهم ، وأن ينسوا فجيعتهم ، وأن يمارسوا طفولتهم في أجواء العدوان الصهيوني الغاشم ، كانت وجهتهم ( بقايا ) حديقة في مخيم الشاطيء في غربي غزة ، فيها بعض المراجيح والألعاب الترفيهية ( المهترئة ) .
قرر هؤلاء الأطفال الغزاويين أن يتركوا المآوي والشوارع والأنقاض التي دفعهم القصف الآثم لاستيطانها ويذهبوا إلى تلك الحديقة ، يفرحواويلعبوا ، ويتذكروا أنهم في عيد مبارك ؛ ماهي إلاّ لحظات حتى سرقت الغارات الصهيونية فرحتهم وقصفتهم داخل حديقتهم وأردت على الفور (10) أطفال شهداء وأسقطت بقيتهم مصابون ليلحقوا بآلاف الجرحى هناك ، بينما التحق العشرة أطفال بقوافل الشهداء الذين تجاوز عددهم حتى لحظة كتابة هذه السطور (1224) شهيداً في واحدة من أبشع المذابح التي ألقت بظلالها الحزينة على مختلف دول العالم ، في شرقه وغربه .
حالة الذهول والاستنكار والتعاطف مع ضحايا العدوان ومع القاومة الفلسطينية ؛ عمّت عواصم العالم ، سواء على شكل تصريحات وبيانات أو مسيرات واحتجاجات ، أو حملات دعم وتبرعات أو حتى خطوات عملية كسحب سفراء ومقاطعة منتجات اسرائيلية . ولم تكن البحرين بعيدة عن هذا التعاطف والتلاحم ، فمنذ الأيام الأولى للهجوم على غزة كان لها موقفها الواضح ، وكان لقائدها جلالة الملك المفدى دعوته وتبرعه الكريم وأمره وتكليفه للمؤسسة الخيرية الملكية بتقديم كل أوجه الدعم والمساندة لغزة هاشم .
من زار غزة ؛ يعرف تماماً أن أهلها يذكرون بالفضل والشكر وقوف أهل البحرين – قيادة وحكومة وشعباً – معهم ، وباسم البحرين هناك مشروعات كثيرة مابين مدارس ومستشفيات ومزارع ومخابز و… إلخ .
وبالتالي ليس مقبولاً إزاء هذا الموقف المشرف لمملكتنا العزيزة أن يُسمح في ظل هذا الموت الذي يتعرض له إخواننا في غزة أن تُقام هنا في البحرين – وفي عموم الدول العربية والإسلامية – مناسبات فيها رقص وطرب ( هشك بشك) وكأن الأمر لايعنينا ، وأن هذه الدماء الزكية والأرواح الطاهرة لاتستحق أن نحزن لأجلها وأن نتضامن مع ملاحم البطولة والفداء والعز ، فنوقف مايٌسمى بمهرجان صيف البحرين ومايتضمنه من فرق رقص واستعراض ليس أوانها ، ولاتتناسب مع دعمنا وتضامننا الإسلامي والعربي والإنساني مع الدم العزيز المهراق على ثرى غزة .
لايصحّ أبداً أن العالم بأسره الآن يهتز لدماء وأشلاء إخواننا من بني جلدتنا وديننا ولغتنا في غزة ، حيث الفتك بلاهوادة ، والضحايا والشهداء بالآلاف ، مباني وأحياء تُدكّ على ساكنيها ، صرخات الثكالى وآنّات الأرامل وآهات الأيتام تتصاعد إلى عنان السماء بينما نحن نستعدّ لإقامة – مثلاً – عروض غنائية واستعراضية لفرقة بلييز أو فرقة تشيكو أو ماشابهها مما نستغرب كيف تطيب نفوس المنظمين والقائمين على هذا المهرجان إقامته في هذا الوقت الذي نحتاج فيه أن نرفع أكفّ الضراعة للمولى عز وجل أن يلطف بأحوال المسلمين في غزة في كل مكان وأن يلطف بحالنا ويحفظ علينا أمننا واستقرارنا .
سانحة :
البعض يظن أن آيات القرآن الكريم لاتخصّه ، ولاعلاقة له بها ، ولا يصدق أن سنن الله في كونه ماضية إلى يوم القيامة .. فلا تستهينوا بوعيد جبار السموات والأرض في قوله تعالى ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” .
استاذ جمال كلنا نحب غزة و لا يعجبنا ما تتعرض له من عدوان …. لماذا تستكثر على البحرين الفرح و تريد ان يعيش شعبها في الهم و الغم … الحزن على يشجع على الحياة و انما الفرح يجعلك تفكر ايجابيا و بذلك نقدر ان نساعد غزة في محنتها. فليس بالحزن و حده يحيا الانسان و لا بالتنظير و الحجز على فرح الناس.
استاذ جمال كلنا نحب غزة و لا يعجبنا ما تتعرض له من عدوان …. لماذا تستكثر على البحرين الفرح و تريد ان يعيش شعبها في الهم و الغم … الحزن على يشجع على الحياة و انما الفرح يجعلك تفكر ايجابيا و بذلك نقدر ان نساعد غزة في محنتها. فليس بالحزن و حده يحيا الانسان و لا بالتنظير و الحجز على فرح الناس.
إعجابإعجاب