هي كلمة يجري استخدامها في اللغة العامية الدارجة للإشارة إلى الشخص الضعيف الجبان الذي لا يستطيع إعادة حقه المسلوب ولايقوى حتى على المطالبة بذلك . بالنسبة لأمتنا العربية والإسلامية ؛ فإنه لاتكاد تنفك الشواهد والأحداث على أنه قد تم إدخالها على مدار العقود الماضية ، بواسطة أنظمة حكمها في متاهات وظلمات من التردي والانحطاط والانهزام ، أصبحت غير مسبوقة ، وجعلتها أمام العالم مثل الـ ( ملطشه ) التي تأتيها الصفعات من كل صوب وحدب ، وتُنهب خيراتها وتُستغل ثرواتها وتُحتل أراضيها وتُذبح شعوبها وتُنتهك سيادتها وتُداس كرامتها ، ويعيث الجميع فيها خراباً وتدميراً من غير أن يكون لها رد فعل يوقفهم عند حدودهم ، ومن دون أن تكون لها غضبة تمكنها من صدّ هذه الصفعات والانتهاكات حتى غدى كل ذلك أمراً مألوفاً عندها لاتشعر أمامه بأي إهانة أو انتقاص على اعتبار أنه ( مالجرح بميّت إيلام “.
من تلك المتاهات التي دخلتها دولنا العربية والإسلامية وأصبحت بموجبها كما الأيتام على موائد اللئام ؛ هي توقيعها على عدد من الاتفاقيات الدولية في مجالات عدّة ، صارت وفقاً لانضمامها إليها واجبة التنفيذ ، وترتب عليها التزامات مالية وسياسية وثقافية واجتماعية ، حيث جرى تزيينها لها واستدراجها للانضمام إليها ، وبالتالي ترتيب قيود واستحقاقات تنال من سيادتها وحريتها ، بل وحتى من أحكام وتعاليم دينها .
أمثلة هذه الاتفاقيات والمعاهدات التي جعلتنا أكثر ( ملطشه ) كثيرة ومتعددة ، غالبها تُستخدم ضدّنا ، ولايمكن استخدامها لنا . من ذلك مثلاً الاتفاقية المعروفة بـ ( معاهدة روما 1998) التي أنشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002م ، وهي منظمة دولية تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة حيث يمكنها محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء ، وتجاوز عدد الدول الموقعة عليها (125) دولة ، قد تستغربون أن أمريكا وروسيا والصين وإسرائيل ليسوا ضمن هذه الدول الموقعة على هذه المعاهدة ، وبالتالي لايخضعون لأي التزام فيها ، ولاتقوى على محاكمتهم وإدانتهم ، فبإمكانهم ارتكاب مايشاؤون من مذابح وجرائم – كما يحصل الآن في قطاع غزة – من غير أن يتمكن أحد من معاقبة الصهاينة واعتقال قادتهم كمجرمي حرب وفق معاهدة روما 1998م !!!
للعلم ؛ فإن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال في عام 2009م للرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب مذابح في دارفور ، وذلك في محاولة لإقناعنا أن الرئيس البشير أكثر عدوانية وإجراماً من بيريز ونتنياهو ، وأن القتل الذي حصل في دارفور أقسى وأفظع مما حصل ولازال يحصل في فلسطين وغيرها من البقاع العزيزة في ديار العروبة والإسلام التي زادت مثل هذه الاتفاقيات من خضوعها لمدلولات كلمة ( ملطشه ) ..