من متابعتي المتواضعة خلال الأيام أو الأسابيع القليلة الماضية لإعلانات أو تصريحات الترشح للانتخابات النيابية والبلدية ؛ لم ألحظ في غالبها مايمكن التعويل عليه في تغير طريقة الطرح والنزول في ساحات المنافسة وفق برنامج معين ينم عن قدرات وكفاءات وخبرات وابتكارات تلفت الانتباه وتستقطب الاهتمام ، وتوحي للمواطنين بنزول نماذج مختلفة ومتميزة تتماشى مع التغييرات الكبيرة التي حصلت في الوعي الجمعي وتشجع على نفض وإزالة حالة الإحباط التي لايمكن القفز عليها بتكرار ذات الـ ( سيناريوهات ) القديمة لإعلانات ونيات الترشح التي أعتقد أنها غير صالحة للاستعمال مرة أخرى في أوساط الناس التي تريد حلولاً ومعالجات ناجعة أكثر من كونها تريد أشخاصاً .
وعليه ؛ فإن خطاب أو حملة أي مترشح للانتخابات بفرعيها النيابي والبلدي لابد وأن يكون حول برامج واقعية وخطط مدروسة و( متعوب عليها ) وليس حملة تسقيط أشخاص وتشهير وتسفيه ، تغيب فيها الأخلاق وتُذبح المنافسة الشريفة ، ويكون عمادها التقليل من شأن الآخرين أو السابقين والتركيز على عثراتهم أو إخفاقاتهم والبحث عن سقطاتهم وهفواتهم وماشابه ذلك مما قد لايرى فيه الناخبون معلومات وتأثيرات جديدة تدفعهم للتمحيص والاختيار الحسن ، وذلك باعتبار أن المخرجات والمحصلات النهائية للانتخابات إنما يجب أن تفرز برامج وليس مجرّد أشخاص.
ليس صحيحاً أو من المثالية أن تبقى انتخاباتنا تتسم أجواءها بالمشاحنات والتوترات والانحدار نحو الشخصنة ، واعتبار ذلك نهجاً وركنا أساس بينما – المنافسات الانتخابية – هي يُفترض أن تكون ساحة سانحة للمناقشات وفرصة مناسبة للأطروحات ومجالاً حيوياً لعرض برامج عمل وإصلاح ومعالجات يقدمها المترشحون بمختلف توجهاتهم بحيث ينشدّ لها ويستمتع بها الناخبون وتستقطب اهتماماتهم وتنشأ لديهم خيارات ومفاضلات قائمة على أسباب منطقية وجوهرية .
مما يؤسف له أيضاً أن بعضهم يحاول تدشين نيته الترشح بمهاجمة ما أسموه بـ ( الإسلام السياسي ) أو التطرف الديني أو ما شابه ذلك من مسميات استغلالاً لـ ( موضة ) هذه الأيام أو أن بعضهم يشتغل على موجة الإشادة والتطبيل طمعاً في دعم من هنا أو هناك ، وكذلك آخرون يلجأون إلى ( لبوس) أهل الخير والإحسان على طريقة ( أطعم الفم تستحي العين ) .
في الواقع صور كثيرة ومتعددة في إعلانات الترشح خلال هذه الأيام غالبها مكرورة ، ولم تأت بجديد ، وإنما تسير على ذات الطريقة التي أظنّ أنها ربما لاتستحوذ على الاهتمام والمتابعة والمشاركة المأمولة.
سانحة :
مثلما قلت سابقاً ؛ فإني اكتشف بين حين وآخر أن البعض صار يتحسّس مما أكتبه كلّما وردت في مقالاتي كلمات وصفات بعينها ، خاصة بعاهات وأعمال ذميمة وقبيحة مثل السفاهة أو الفاحشة أو الانحلال أو ما شابهها من كلمات أكتبها في سياق أفكار وحوادث موضوعات من دون أن أدري أو حتى أتوقع – إطلاقاً – أن هناك بعض من يظنها موجهة له أو أنها ماركة خاصة بهذا البعض أو يتحسّس منها ويثقّل بسببها من وزن البطحة اللي فوق راسه .. والله ( بلشه ) .