وقف يوم أمس الأول ( السبت ) كل من ماريوس فرانسمان وعوبيد بابيبلا عضوي اللجنة التنفيذية في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ANC أمام المتظاهرين في جنوب أفريقيا ضد الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة ودعا لمحاسبته أمام القضاء الدولي . كما طالب – في ذات المسيرة التي جابت شوارع العاصمة كيب تاون – الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي SACP – لاحظوا الحزب الشيوعي – بمقاطعة إسرائيل وتفعيل هذه المقاطعة بكافة السبل والوسائل المتاحة .
هذه المسيرة الضخمة التي تُعد هي الأكبر من نوعها في جنوب إفريقيا منذ بدء القرن الحالي وشارك فيها بحسب التقديرات الأولية (250) ألف متظاهر ؛ نظمها إئتلاف تم تأسيسه مؤخراً هناك لدعم غزة تحت مسمى” الائتلاف من أجل فلسطين حرة ” ويضم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية، وعدد من النقابات المهنية، ومنظمات حقوق الإنسان والجمعيات الدينية، وفنانون وأكاديميون، والتعاونيات المحلية والمنظمات الطلابية الجامعية، وأحزاب سياسية أخرى.
الأخبار يوم أمس الأول أيضاً تحدثت عن مظاهرة كبرى جرت هذه المرّة في العاصمة البريطانية ، تشير المعلومات إلى أن أعداد المشاركين فيها تجاوزوا الـ (150) ألف متظاهر ، رفعوا رايات الحرية لفلسطين وصور ضحايا غزة ، واخترقت هذه المظاهرة شارع “اكسفورد” الشهير في يوم التسوق الأكثر ازدحاما في الأسبوع . ليس هذا فحسب ، وليس مظاهرة لندن هي الوحيدة رغم أنها الأكثر لفتاً واستحواذاً للأنظار ؛ وإنما خرجت أمس الأول أيضاً مايقارب (200) مظاهرة في مختلف مدن أوروبا تستنكر الجرائم الصهيونية وتدعو للوقوف بجانب غزة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة .
ففي العاصمة الايرلندية دبلن قام نحو (15) ألف متظاهر بمحاصرة السفارة الإسرائيلية وقرروا عدم ترك المكان حتى فك الحصار على غزة ومنحها الحق في ممر مائي. وكذلك شهدت مدينتي فيينا وجراتس في النمسا و برلين وهامبرج وبريمن وكولن و دوزلدورف وفتلش وشتوتجرت في ألمانيا ، بل في مدينة هامبرج الألمانية خرج الآلاف يتظاهرون يحملون النعوش على الأكتاف وساروا بها في أكبر شوارع المدينة، فيما قام آخرون بعمل تمثيلي يحاكي مجزرة الشجاعية، الشيء الذي كان له الأثر الكبير على المشاركين حيث صمت الجميع باكيا لهول الموقف.
ردود الأفعال في مختلف دول العالم تتصاعد ضد العدوان الصهيوني على غزة وحصارها ، فقد سحبت كل من البرازيل والسلفادور وتشيلي وبيرو والأكوادور سفرائها من دولة الكيان الصهيوني فيما أعلنت بوليفيا أن إسرائيل دولة إرهابية وقررت مقاطعتها ، وصحفهم ومختلف وسائل إعلامهم تضج استنكاراً واستغراباً من هول الجريمة الصهيونية حتى أن استطلاعات للرأي في أوسلو باتت تتحدث عن تحولات وميولات كبيرة في الإعلام النرويجي لصالح نصرة الشعب الفلسطيني.
وفي الأثناء ، وبينما المسيرات والاحتجاجات ووقفات التضامن مع غزة وسحب السفراء تنتشر في العالم ، وأمام مشاهد القتل والذبح وسفك الدماء الفلسطينية ، وأمام هدم مايقارب الـ (60) مسجداً في غزة حتى الآن ؛ يبقى بعض العرب – الذين يُفترض أنهم أهل القضية والأقرب إلى معاناة غزة – مشغولين بالبحث عن أخطاء حماس والمقاومة الفلسطينية أو الطلب منها الصبر على الحصار ومنهم من لسان حاله يقول ” كذّاب ربيعة أحبّ إلينا من صادق مُضر “.
على العموم ؛ يجمل بنا أن نتذكر عند المقارنة بين المواقف المشرفة هناك والمواقف المخزية هنا ، قول المولى عز وجل : “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم”.
سانحة :
في هذه الأثناء أيضاً ؛ يُقال أن منظمي صيف البحرين قد أعلنوا عن فعالية جديدة ستقام يومي السبت والأحد القادمين 16، 17 أغسطس الحالي ، واسم الفعالية ” رقص الشوارع ” street dancing .. يبدو أننا في عالم آخر ..