ليس من قبيل المصادفة أن تستمر إحدى الصحف المعروفة بطائفيتها في الكتابة عن ( داعش ) البحرين ، وبشكل يومي ، سواء تصريحاً أو غمزاً ولمزاً ، بصورة يُخيّل إلى متابعيها بأن البحرين مليئة بالدواعش أو أنها إحدى حواضرهم أو مراكز تأسيسهم وقيادتهم ! وتأخذ هذه الصحيفة – من خلال كتابها – بعض تصريحات وكلام سابق عن دعم الثورة السورية وحملات جمع تبرعات كأدلة تتعامل معها لإثبات وجود الدواعش في البحرين .
الكتابة المكرورة والممجوجة والمستمرة في هذا الشأن استغلت التطورات والتغييرات الإقليمية الراهنة ، وحجم الحشد الدولي ضد مخاطر ( داعش ) ؛ فحرصت في بعض كتاباتها على دمج التيارات الإسلامية كلها في بوتقة التطرف ، وصارت تشير إليها وكأنها كلها في ذات سلّة ( داعش ) !
وبالطبع لم تخلو هذه الكتابات من تكثيف الإشارات إلى حالات القتل والنحر التي يقوم بها الدواعش وتصويرها وكأنها شأن خاص أو فعل شنيع لم تجرأ على ارتكابه سوى ( داعش ) وتنسى أو تتعمّد إغفال أن مثل هذه الجرائم إنما هي ( ماركات ) مسجلة وبراءات اختراع لكثير من الميليشيات والفيالق التي كانت تحصد القتلى وتجزّ الرؤوس وسط صمت وتغافل وتواطؤ بات معروفاً .
استمرارية الكتابة عن ( داعش ) البحرين والحرص على دمج بقية التيارات في سلّتها ؛ إنما هو ينم عن دواع تحريض يدخل في ( خانة ) الابتزازات المتكاثرة من أجل زيادة مكاسب فئة وتقليم أظافر فئة أخرى ، ولايتأتى ذلك إلاّ من خلال ممارسات ضغوط إعلامية وسياسية ، تخوّف وتهوّل ، وكذلك تخلط وتدلّس ، وتجمع بين ( داعش ) وكل القوى والتيارات الإسلامية – بالطبع السنية – وتنسى أو ثم لايعنيها الكلام عن تطرّف وانحراف آخر يقوم به ( الحوالش ) سكت عنه المجتمع الدولي وسهّل أموره ، ذهب ضحيته – ومازال – مئات الآلاف في سوريا والعراق .
سانحة :
اللهم امسح على قلوب الأمهات والآباء والإخوة والأخوات في عائلة العوضي واجعلهم حامدين صابرين محتسبين واجبر كسرهم على فقدانهم لأبنائهم في الحادث المروري الأليم ، وتغمدهما بواسع رحمتك ورضوانك في جنات النعيم .